التورية
قيل لنا أن التوراة نزلت على موسى عندما لقى ربه في طور سيناء, و ما يزيد صحة هذا الادعاء قوة, هو الدين اليهودي الموجود في يومنا هذا كاستمرار لما جاء أو نزل في ذلك الوقت. لكن هل القرآن يقر بذلك؟ سنرى في هذا المبحث حقيقة المسألة.
وردت كلمة التوراة في الكتاب المكين الذي بين ايدينا في 16 موضعا من خلال 14 آية سنقوم باستعراضها لنرى حقيقة الأمر الصادمة بعيدا عن عبث التاريخ و مسرحية ما يسمى بالأديان.
من الجدير بالذكر قبل البدء بالإشارة الى أن هذا المصحف مرتب و جاء حقا بالترتيب الذي نراه الآن. و ما أكذوبة أسباب النزول إلا محاولة عبثية لفهم محتواه أو إحدى أدوات التضليل التي وضعها من ادعى العلم و البحث. و هذا بحث يطول فلن تسعفنا صفحات هذا المقال للخوض فيه لكن وجب ذكره في هذا الموضع.
فالقارئ في المصحف بتجرد يعلم يقينا أن النسق و السرد فيه مرتب بإبداع و إتقان و احكام. أما من لا يريد تصديق هذا فمكانك -عزيزي القارئ- ليس هنا و إنما مع من أضلوك فاستمتع بطرحهم ذاك لتبقى مع خير أمة أخرجت للناس لا تقدم شيئا للمكان الذي وضعك الخالق العظيم فيه لسبب ما تظنه انت ابتلاء و امتحان, و بالرغم من هذا, لا تقدم ما يسعفك للنجاح فيه.
أما سبب ذكر مسألة الترتيب فهو للإشارة لان كلمة التوراة لم ترد في البقرة مطلقا, و في هذا دلالة لعدم نزولها قبل أو مع علم الكتب و الحكمة و الذان يقترنان على الدوام في مواضع كثيرة, فمثلا نجد (رَبَّنَا وَٱبْعَثْ فِيهِمْ رَسُولًۭا مِّنْهُمْ يَتْلُوا۟ عَلَيْهِمْ ءَايَـٰتِكَ وَيُعَلِّمُهُمُ ٱلْكِتَـٰبَ وَٱلْحِكْمَةَ وَيُزَكِّيهِمْ ۚ إِنَّكَ أَنتَ ٱلْعَزِيزُ ٱلْحَكِيمُ ١٢٩). فالتوراة لن تُحمل قبل اكتمال العنصرين الاوليين في مرحلة تعلم الرسول و هما الكتاب و الحكمة.
و من هنا نبدأ بذكر أول موضع ترد فيه الكلمة, فقد جاءت في ال عمران في سياق مخاطبا به الرسول, و الذي سنعلم حقيقته الصاعقة في مبحث اخر: (نَزَّلَ عَلَيْكَ ٱلْكِتَـٰبَ بِٱلْحَقِّ مُصَدِّقًۭا لِّمَا بَيْنَ يَدَيْهِ وَأَنزَلَ ٱلتَّوْرَىٰةَ وَٱلْإِنجِيلَ ٣)
ثم جاءت في سياق عيسى بن مريم: (وَمُصَدِّقًۭا لِّمَا بَيْنَ يَدَىَّ مِنَ ٱلتَّوْرَىٰةِ وَلِأُحِلَّ لَكُم بَعْضَ ٱلَّذِى حُرِّمَ عَلَيْكُمْ ۚ وَجِئْتُكُم بِـَٔايَةٍۢ مِّن رَّبِّكُمْ فَٱتَّقُوا۟ ٱللَّهَ وَأَطِيعُونِ ٥٠)
ثم وردت تأكيدا على عدم اقتران ابراهيم بها: (يَـٰٓأَهْلَ ٱلْكِتَـٰبِ لِمَ تُحَآجُّونَ فِىٓ إِبْرَٰهِيمَ وَمَآ أُنزِلَتِ ٱلتَّوْرَىٰةُ وَٱلْإِنجِيلُ إِلَّا مِنۢ بَعْدِهِۦٓ ۚ أَفَلَا تَعْقِلُونَ ٦٥), و الخطاب هنا موجه لأهل الكتاب, و هذا دليل أضافي على صحة الافتراض بان التوراة لا تحضر قبل اكتمال علم الكتاب.
و أيضا وردت لتوضح عدم اقترانها بإسرائيل: (كُلُّ ٱلطَّعَامِ كَانَ حِلًّۭا لِّبَنِىٓ إِسْرَٰٓءِيلَ إِلَّا مَا حَرَّمَ إِسْرَٰٓءِيلُ عَلَىٰ نَفْسِهِۦ مِن قَبْلِ أَن تُنَزَّلَ ٱلتَّوْرَىٰةُ ۗ قُلْ فَأْتُوا۟ بِٱلتَّوْرَىٰةِ فَٱتْلُوهَآ إِن كُنتُمْ صَـٰدِقِينَ ٩٣)
ثم حدث انقطاع عن ذكرها في النساء و عادت للظهور في المائدة مخاطبا الرسول في سرد بديع لمراحل اكتمال تعلمه, و السبب في ذلك هو التفرغ لعلم الإنجيل في النساء بعد أن أتم التوراة في ال عمران, و سنثبت هذا الامر لاحقا: (وَكَيْفَ يُحَكِّمُونَكَ وَعِندَهُمُ ٱلتَّوْرَىٰةُ فِيهَا حُكْمُ ٱللَّهِ ثُمَّ يَتَوَلَّوْنَ مِنۢ بَعْدِ ذَٰلِكَ ۚ وَمَآ أُو۟لَـٰٓئِكَ بِٱلْمُؤْمِنِينَ ٤٣ إِنَّآ أَنزَلْنَا ٱلتَّوْرَىٰةَ فِيهَا هُدًۭى وَنُورٌۭ ۚ يَحْكُمُ بِهَا ٱلنَّبِيُّونَ ٱلَّذِينَ أَسْلَمُوا۟ لِلَّذِينَ هَادُوا۟ وَٱلرَّبَّـٰنِيُّونَ وَٱلْأَحْبَارُ بِمَا ٱسْتُحْفِظُوا۟ مِن كِتَـٰبِ ٱللَّهِ وَكَانُوا۟ عَلَيْهِ شُهَدَآءَ ۚ فَلَا تَخْشَوُا۟ ٱلنَّاسَ وَٱخْشَوْنِ وَلَا تَشْتَرُوا۟ بِـَٔايَـٰتِى ثَمَنًۭا قَلِيلًۭا ۚ وَمَن لَّمْ يَحْكُم بِمَآ أَنزَلَ ٱللَّهُ فَأُو۟لَـٰٓئِكَ هُمُ ٱلْكَـٰفِرُونَ ٤٤ وَكَتَبْنَا عَلَيْهِمْ فِيهَآ أَنَّ ٱلنَّفْسَ بِٱلنَّفْسِ وَٱلْعَيْنَ بِٱلْعَيْنِ وَٱلْأَنفَ بِٱلْأَنفِ وَٱلْأُذُنَ بِٱلْأُذُنِ وَٱلسِّنَّ بِٱلسِّنِّ وَٱلْجُرُوحَ قِصَاصٌۭ ۚ فَمَن تَصَدَّقَ بِهِۦ فَهُوَ كَفَّارَةٌۭ لَّهُۥ ۚ وَمَن لَّمْ يَحْكُم بِمَآ أَنزَلَ ٱللَّهُ فَأُو۟لَـٰٓئِكَ هُمُ ٱلظَّـٰلِمُونَ ٤٥ وَقَفَّيْنَا عَلَىٰٓ ءَاثَـٰرِهِم بِعِيسَى ٱبْنِ مَرْيَمَ مُصَدِّقًۭا لِّمَا بَيْنَ يَدَيْهِ مِنَ ٱلتَّوْرَىٰةِ ۖ وَءَاتَيْنَـٰهُ ٱلْإِنجِيلَ فِيهِ هُدًۭى وَنُورٌۭ وَمُصَدِّقًۭا لِّمَا بَيْنَ يَدَيْهِ مِنَ ٱلتَّوْرَىٰةِ وَهُدًۭى وَمَوْعِظَةًۭ لِّلْمُتَّقِينَ ٤٦)
ثم يستمر السرد في المائدة: (وَلَوْ أَنَّهُمْ أَقَامُوا۟ ٱلتَّوْرَىٰةَ وَٱلْإِنجِيلَ وَمَآ أُنزِلَ إِلَيْهِم مِّن رَّبِّهِمْ لَأَكَلُوا۟ مِن فَوْقِهِمْ وَمِن تَحْتِ أَرْجُلِهِم ۚ مِّنْهُمْ أُمَّةٌۭ مُّقْتَصِدَةٌۭ ۖ وَكَثِيرٌۭ مِّنْهُمْ سَآءَ مَا يَعْمَلُونَ ٦٦ ۞ يَـٰٓأَيُّهَا ٱلرَّسُولُ بَلِّغْ مَآ أُنزِلَ إِلَيْكَ مِن رَّبِّكَ ۖ وَإِن لَّمْ تَفْعَلْ فَمَا بَلَّغْتَ رِسَالَتَهُۥ ۚ وَٱللَّهُ يَعْصِمُكَ مِنَ ٱلنَّاسِ ۗ إِنَّ ٱللَّهَ لَا يَهْدِى ٱلْقَوْمَ ٱلْكَـٰفِرِينَ ٦٧ قُلْ يَـٰٓأَهْلَ ٱلْكِتَـٰبِ لَسْتُمْ عَلَىٰ شَىْءٍ حَتَّىٰ تُقِيمُوا۟ ٱلتَّوْرَىٰةَ وَٱلْإِنجِيلَ وَمَآ أُنزِلَ إِلَيْكُم مِّن رَّبِّكُمْ ۗ وَلَيَزِيدَنَّ كَثِيرًۭا مِّنْهُم مَّآ أُنزِلَ إِلَيْكَ مِن رَّبِّكَ طُغْيَـٰنًۭا وَكُفْرًۭا ۖ فَلَا تَأْسَ عَلَى ٱلْقَوْمِ ٱلْكَـٰفِرِينَ ٦٨)
و بعد هذا نجدها مقترنة بالذي نزلت إليه حقا, عيسى ابن مريم في خطاب مباشر من الله مختصا به عبده عن سواه, فلن نجد في كل المصحف "قال الله" لرسول غيره : (إِذْ قَالَ ٱللَّهُ يَـٰعِيسَى ٱبْنَ مَرْيَمَ ٱذْكُرْ نِعْمَتِى عَلَيْكَ وَعَلَىٰ وَٰلِدَتِكَ إِذْ أَيَّدتُّكَ بِرُوحِ ٱلْقُدُسِ تُكَلِّمُ ٱلنَّاسَ فِى ٱلْمَهْدِ وَكَهْلًۭا ۖ وَإِذْ عَلَّمْتُكَ ٱلْكِتَـٰبَ وَٱلْحِكْمَةَ وَٱلتَّوْرَىٰةَ وَٱلْإِنجِيلَ ۖ وَإِذْ تَخْلُقُ مِنَ ٱلطِّينِ كَهَيْـَٔةِ ٱلطَّيْرِ بِإِذْنِى فَتَنفُخُ فِيهَا فَتَكُونُ طَيْرًۢا بِإِذْنِى ۖ وَتُبْرِئُ ٱلْأَكْمَهَ وَٱلْأَبْرَصَ بِإِذْنِى ۖ وَإِذْ تُخْرِجُ ٱلْمَوْتَىٰ بِإِذْنِى ۖ وَإِذْ كَفَفْتُ بَنِىٓ إِسْرَٰٓءِيلَ عَنكَ إِذْ جِئْتَهُم بِٱلْبَيِّنَـٰتِ فَقَالَ ٱلَّذِينَ كَفَرُوا۟ مِنْهُمْ إِنْ هَـٰذَآ إِلَّا سِحْرٌۭ مُّبِينٌۭ ١١٠). و للتوضيح اكثر, سنجده على سبيل المثال يقول و اذ قال ربك لموسى و لكن لن نجد مطلقا قال الله يا ابرهيم و هذا أيضا إشارة إلى مسألة بعث الرسول و التي تحتاج إلى بحث منفصل.
ثم نجد احدى أهم مفاتح هذا الكتاب و التي يوضح من خلالها أين هي التوراة حقا و من هو الرسول النبي الأمي: (ٱلَّذِينَ يَتَّبِعُونَ ٱلرَّسُولَ ٱلنَّبِىَّ ٱلْأُمِّىَّ ٱلَّذِى يَجِدُونَهُۥ مَكْتُوبًا عِندَهُمْ فِى ٱلتَّوْرَىٰةِ وَٱلْإِنجِيلِ يَأْمُرُهُم بِٱلْمَعْرُوفِ وَيَنْهَىٰهُمْ عَنِ ٱلْمُنكَرِ وَيُحِلُّ لَهُمُ ٱلطَّيِّبَـٰتِ وَيُحَرِّمُ عَلَيْهِمُ ٱلْخَبَـٰٓئِثَ وَيَضَعُ عَنْهُمْ إِصْرَهُمْ وَٱلْأَغْلَـٰلَ ٱلَّتِى كَانَتْ عَلَيْهِمْ ۚ فَٱلَّذِينَ ءَامَنُوا۟ بِهِۦ وَعَزَّرُوهُ وَنَصَرُوهُ وَٱتَّبَعُوا۟ ٱلنُّورَ ٱلَّذِىٓ أُنزِلَ مَعَهُۥٓ ۙ أُو۟لَـٰٓئِكَ هُمُ ٱلْمُفْلِحُونَ ١٥٧).
فنجد في الاية السابقة أن الرسول النبي الأمي, نجده مذكورا في التوراة, فهل التوراة كتاب آخر يشير إليه و يأمرنا بالذهاب إليه لنتحقق؟ كيف يكون ذلك و قد قال لنا في العديد من المواضع بانه تنزيل فيه تفصيل و هدى و ذكر و تبيان لكل شيء؟
في الواقع الإجابة حقا موجودة فيه, لمن أراد البحث, فهو يشير إلى التوراة, التي نجده فصلها في ال عمران, تحديدا في الآيات 52-53. فهو يشير لنا هنا إلى ماهية التوراة و ما هي وظيفة الرسول النبي الأمي, و التي تكمن بحل ما كان محرما, بعد أن تكون قادر, عزيزي القارئ, على أن ترى من خلال التوراة. و العجب كل العجب أن نجده يتحدث أيضا عن نصر الرسول في آية الأعراف, كما هو الحال في السرد الحاصل في ال عمران, أيها المسلمون, في الآية 52: (۞ فَلَمَّآ أَحَسَّ عِيسَىٰ مِنْهُمُ ٱلْكُفْرَ قَالَ مَنْ أَنصَارِىٓ إِلَى ٱللَّهِ ۖ قَالَ ٱلْحَوَارِيُّونَ نَحْنُ أَنصَارُ ٱللَّهِ ءَامَنَّا بِٱللَّهِ وَٱشْهَدْ بِأَنَّا مُسْلِمُونَ ٥٢ رَبَّنَآ ءَامَنَّا بِمَآ أَنزَلْتَ وَٱتَّبَعْنَا ٱلرَّسُولَ فَٱكْتُبْنَا مَعَ ٱلشَّـٰهِدِينَ ٥٣).فان عدنا الى اية 50 سنجدها بحذافيرها تصدق على الامر: ( وَمُصَدِّقًۭا لِّمَا بَيْنَ يَدَىَّ مِنَ ٱلتَّوْرَىٰةِ وَلِأُحِلَّ لَكُم بَعْضَ ٱلَّذِى حُرِّمَ عَلَيْكُمْ ۚ وَجِئْتُكُم بِـَٔايَةٍۢ مِّن رَّبِّكُمْ فَٱتَّقُوا۟ ٱللَّهَ وَأَطِيعُونِ ٥٠) و يستمر السرد بعد ذلك في الآيات اللاحقة تصديقا لذلك. فهل بعد كل هذا, نقول بان التوراة كتاب آخر؟
ذكرت التوراة أيضا في 4 مواضع أخرى في الآيات التالية, نوردها هنا حتى تكتمل الحلقة و نعلم يقينا بمن اقترنت:
التوبة: (۞ إِنَّ ٱللَّهَ ٱشْتَرَىٰ مِنَ ٱلْمُؤْمِنِينَ أَنفُسَهُمْ وَأَمْوَٰلَهُم بِأَنَّ لَهُمُ ٱلْجَنَّةَ ۚ يُقَـٰتِلُونَ فِى سَبِيلِ ٱللَّهِ فَيَقْتُلُونَ وَيُقْتَلُونَ ۖ وَعْدًا عَلَيْهِ حَقًّۭا فِى ٱلتَّوْرَىٰةِ وَٱلْإِنجِيلِ وَٱلْقُرْءَانِ ۚ وَمَنْ أَوْفَىٰ بِعَهْدِهِۦ مِنَ ٱللَّهِ ۚ فَٱسْتَبْشِرُوا۟ بِبَيْعِكُمُ ٱلَّذِى بَايَعْتُم بِهِۦ ۚ وَذَٰلِكَ هُوَ ٱلْفَوْزُ ٱلْعَظِيمُ ١١١)
الفتح: (مُّحَمَّدٌۭ رَّسُولُ ٱللَّهِ ۚ وَٱلَّذِينَ مَعَهُۥٓ أَشِدَّآءُ عَلَى ٱلْكُفَّارِ رُحَمَآءُ بَيْنَهُمْ ۖ تَرَىٰهُمْ رُكَّعًۭا سُجَّدًۭا يَبْتَغُونَ فَضْلًۭا مِّنَ ٱللَّهِ وَرِضْوَٰنًۭا ۖ سِيمَاهُمْ فِى وُجُوهِهِم مِّنْ أَثَرِ ٱلسُّجُودِ ۚ ذَٰلِكَ مَثَلُهُمْ فِى ٱلتَّوْرَىٰةِ ۚ وَمَثَلُهُمْ فِى ٱلْإِنجِيلِ كَزَرْعٍ أَخْرَجَ شَطْـَٔهُۥ فَـَٔازَرَهُۥ فَٱسْتَغْلَظَ فَٱسْتَوَىٰ عَلَىٰ سُوقِهِۦ يُعْجِبُ ٱلزُّرَّاعَ لِيَغِيظَ بِهِمُ ٱلْكُفَّارَ ۗ وَعَدَ ٱللَّهُ ٱلَّذِينَ ءَامَنُوا۟ وَعَمِلُوا۟ ٱلصَّـٰلِحَـٰتِ مِنْهُم مَّغْفِرَةًۭ وَأَجْرًا عَظِيمًۢا ٢٩)
الصف: (وَإِذْ قَالَ عِيسَى ٱبْنُ مَرْيَمَ يَـٰبَنِىٓ إِسْرَٰٓءِيلَ إِنِّى رَسُولُ ٱللَّهِ إِلَيْكُم مُّصَدِّقًۭا لِّمَا بَيْنَ يَدَىَّ مِنَ ٱلتَّوْرَىٰةِ وَمُبَشِّرًۢا بِرَسُولٍۢ يَأْتِى مِنۢ بَعْدِى ٱسْمُهُۥٓ أَحْمَدُ ۖ فَلَمَّا جَآءَهُم بِٱلْبَيِّنَـٰتِ قَالُوا۟ هَـٰذَا سِحْرٌۭ مُّبِينٌۭ ٦)
الجمعة: (مَثَلُ ٱلَّذِينَ حُمِّلُوا۟ ٱلتَّوْرَىٰةَ ثُمَّ لَمْ يَحْمِلُوهَا كَمَثَلِ ٱلْحِمَارِ يَحْمِلُ أَسْفَارًۢا ۚ بِئْسَ مَثَلُ ٱلْقَوْمِ ٱلَّذِينَ كَذَّبُوا۟ بِـَٔايَـٰتِ ٱللَّهِ ۚ وَٱللَّهُ لَا يَهْدِى ٱلْقَوْمَ ٱلظَّـٰلِمِينَ ٥)
في الحقيقة, الامر يستدعي العديد و العديد من التساؤلات الخطيرة و التي يجب ان نمتلك الجرأة الكافية لطرحها:
-
أين هو موسى من كل هذا؟
-
و كيف نصدق ما قيل لنا بان كتاب موسى هو التوراة و المصحف لم يذكر ذلك مطلقا؟
-
أم أن كلمة كتاب موسى لا تعد كلمة سياحية جذابة لوصف كتابه فارتؤوا لوصفه بالتوراة؟
-
و ما كل هذا العبث؟ كيف لنا أن نبقى في سباتنا كل هذا الوقت نستمع لمن لا يكاد يفقه قولا ليعلمنا أن الله منزل الأديان بدلا من أن يكون دين واحدمن تاريخ الأزل كما يقول هو! من أين أتت مسرحية الدين اليهودي هذا؟
-
و إن كان عيسى بن مريم هو من تعلم التوراة, فما الذي نتعلمه نحن في دائرة السوء و الكذب الذي نعيشه من قاذورات التاريخ المزور؟
-
و ما هو الكتاب الذي تعلمه عيسى بن مريم قبل ان يعلم الحكمة و التوراة و الإنجيل؟
-
و لماذا أُخفيت حقيقة الرسول النبي الأمي المذكور في أية الأعراف؟
-
و متى سنقيم التوراة كما أمرنا أن كنا أهلا للكتاب كما أراد لنا؟ أم تريد القول بأن أهل الكتاب هم اليهود و النصارى و انت معفي من هذا؟
-
هل بدأت ترى حتى تنهض أم ستعود إلى ما نهيت عنه؟
في الحقيقة هناك العديد و العديد من الأسئلة التي لن تنتهي, فالحقيقة صادمة بحق, لكنها عينة كفيلة لإيقاظك عزيزي القارئ, إن تجرأت على طرحها بان تخرج من الظلام, عسى أن نجد بصيصا من النور في عالم نعيشه و نحن أراذله بكل أسف.
آمل بان يصل القول و تبدأ رحلتك الصاعقة في البحث عن الله في صورته الحقيقية العظيمة بعيدا عن ما صوروه لنا. فالأمر لا ينتهي هنا..