تساؤلات

سنستعرض في هذا المقال بعض الايات و ندقق في مكنونها, و الهدف من هذا هو ان ترى -عزيزي القارئ- ان من اوصلوا لنا القول سابقا, في الواقع, لم يكادوا يفقهوا ما يقرأون, فبدأوا بنسج القصص و الصور من وحي خيالهم, و يحرفوا الكلم عن مواضعه, سواء بتغيير معنى الكلمة لتحمل معان مختلفة حسب الموضع, فتارة يكون العجل حيوان و تارة من العجالة, و اما بتشكيل ما اشكل عليهم ليناسب اهوائهم. و سنضع العديد من الادلة التى تثبت ذلك, كما جرت العادة.

سيكون التعقيب و الشرح للمعاني الحقيقة لهذه الايات ضمن الحد الادنى حتى لا يطول المقال, و سيتم التطرق لمختلف المسائل لاحقا في مقالات اخرى. الهدف هنا هو التطهير و الانسلاخ عن الابائية المضللة. فالمرء لا ينهض الى البحث ان كان مشبعا بافكار مسبقة يظنها في نفسه حقا.

 هل بدات ترى اخي القارئ, اختي القارئة ما فعله بنا المبطلون؟ هل بدأنا نفهم حقا لماذا لا يستجيب الله لنا؟ الا نرى ان افعالنا – ان وجدت - تكون ابعد ما تكون عن عمارة هذا المكان الذي وضعنا الخالق العظيم فيه خلفاء؟ و اننا نظن مع الاسف الشديد اننا نحسن صنعا باداء طقوس لم يحدثنا عنها مطلقا و قمنا بنسبها زورا و بهتانا الى ما امرنا به! فاصبحت بعض الحركات صلوة و الامتناع عن الغذاء صوما و الدوران حول مكعب اسود حجا! ما بالنا حتى نسيء الظن الى هذا الحد بالله فنعتقد انه حقا يطلب منا صغائر الامور حتى يرضى و نترك المجهود الحق في العمل و العلم الذي يامرنا بهما؟ الا يستحق الامر ان نتفكر به و لو قليلا و ان نضع احتمالا مفاده ماذا لو كان الامر اننا الكافرون حقا و ان سنة الله ماضية فينا بسبب تقاعسنا و عصياننا المستمر و عليه وجب العقاب الحاصل في مجتمعاتنا الفاسقة و ليس لانه يبتلينا و علينا الصبر على هذا المبتلى؟ اختم قولي هنا ب: إِنَّ فِى ذَٰلِكَ لَذِكْرَىٰ لِمَن كَانَ لَهُۥ قَلْبٌ أَوْ أَلْقَى ٱلسَّمْعَ وَهُوَ شَهِيدٌۭ