الكتب و الكتب المصدق

بعد ان اوضحنا حقيقة التورية في الصحف و انهينا جزءا لا باس به في مرحلة التطهير, طرحنا سؤالا هاما للغاية عن ماهية الكتب الذي يعلمه الله للرسول رفقة ال حكمة و التورية و الانجيل: (وَيُعَلِّمُهُ ٱلْكِتَـٰبَ وَٱلْحِكْمَةَ وَٱلتَّوْرَىٰةَ وَٱلْإِنجِيلَ). و سنخصص في هذا المقال تفصيلا للمسألة قدر المستطاع. لكن قبل البدء في الحديث عن هذا, تجدر الاشارة الى ان كلمة "كتاب" لا ترد في المصحف مطلقا بهذا الشكل, و انما نجدها مكتوبة كما هي في العنوان "كتب" و التي من المرجح ان يكون لفظها على وزن شرب كما في اية: (قَالَ هَـٰذِهِۦ نَاقَةٌۭ لَّهَا شِرْبٌۭ وَلَكُمْ شِرْبُ يَوْمٍۢ مَّعْلُومٍۢ ١٥٥). فالتشكيل ليس من اصل المصحف و سنخصص مقالا للحديث عن هذا لاحقا. لكن لمن احب الاطلاع, فليراجع احد المصاحف القديمة, كالمصحف الموجود في قصر طوب قابي في تركيا.

في مطلع البقرة, نجد الاية (ذَٰلِكَ ٱلْكِتَـٰبُ لَا رَيْبَ ۛ فِيهِ ۛ هُدًۭى لِّلْمُتَّقِينَ ٢) و التي يظنها القارئ للوهلة الأولى انها تشير للمصحف ككل, و هذا خطأ فادح, فكلمة ذلك تشير الى ما قبلها دائما. و اليك عزيزي القارئ بعض الايات لاثبات صحة هذا, و لك ايضا التحقق في كل المصحف لتتيقن من الأمر:

اذا هو في الحقيقة يشير الى الكتب الذي قبله, اي ما نسميه زورا سورة الفاتحة, و التي هي في الحقيقة كتب بحد ذاتها كما باقي الكتب.

يقول الله عن هذا الكتب انه لا ريب فيه و انه هدى للمتقين, ثم نجد بعدها بصفحتين: (وَإِن كُنتُمْ فِى رَيْبٍۢ مِّمَّا نَزَّلْنَا عَلَىٰ عَبْدِنَا فَأْتُوا۟ بِسُورَةٍۢ مِّن مِّثْلِهِۦ وَٱدْعُوا۟ شُهَدَآءَكُم مِّن دُونِ ٱللَّهِ إِن كُنتُمْ صَـٰدِقِينَ ٢٣). و هنا نشير الى ان كلمة سورة لا تعني مطلقا ما نظنه, و انما اصل الكلمة من سور و التسوير من الاحاطة و هو يطلب في هذا الموضع الاتيان بسورة, اي انها الوسيلة و هناك فرق كبير بين القول اتوا الزكوة و اتوا بسورة. الا ان كان القارئ لا يعقل ما يقرأ فنقول له كلاهما سيان و امض في حال سبيلك ذلك اقوم لنا و لك, وسنفصل في كل هذا لاحقا. لكن نود الاشارة هنا الى الجزء المتعلق بان كنتم في ريب مما نزلنا على عبدنا, اي الكتب الذي لا ريب فيه. و لنسأل كما جرت العادة, من هو عبدنا هذا, و كيف نستطيع معرفته؟

الجواب يكمن دوما في المصحف نفسه, اذا فلنبحث فيه و نجد الايات المرتبطة بكلمة عبدنا على من تعود:

اما الايات التي يرد فيها ذكر العبد مقترنا فلا حاجة لذكرها لانها معلومة, كما هو الحاصل في: وَٱذْكُرْ عَبْدَنَآ أَيُّوبَ إِذْ نَادَىٰ رَبَّهُۥٓ أَنِّى مَسَّنِىَ ٱلشَّيْطَـٰنُ بِنُصْبٍۢ وَعَذَابٍ.

نلاحظ مما سبق ان العبد المذكور يرتبط بهذه الامور:

  1. انزل عليه الكتب

  2. نزل الفرقان عليه

  3. اسرى به ليلا

و نجد في المصحف كما في الايات التالية, ان هذا العبد هو:

و حتى لا يتهمنا البعض بالاخذ ببعض الكتب و ترك البعض الاخر, نجد ان لوطا قد اسرى به ايضا:

و هنا نقول ان لوطا اسر باهله بقطع من اليل و ليس كموسى اسرى بعبده ليلا. كما ان موسى اوتي الكتب و لوط لم يؤتاه.

من هنا اذا نرى بان ذلك الكتب الذي لا ريب فيه هو كتب موسى, اي سورة الفاتحة و هو الكتب الذي يعلمه الله لعيسى ابن مريم في رحلته التعليمية حتى يبعثه المقام المحمود الذي يبشر به. و نؤكد مرة اخرى بأن التورية لا علاقة لها بموسى مطلقا كما اثبتنا سابقا. و هذه ايات اضافية تثبت صحة ما وصلنا اليه:

اظنك عزيزي القارئ قد بدأت تلحظ بان كلمة قبل لا تعبر عن الزمن مطلقا و انما تعبر عن الوجهة و الموضع. لكن العابثون السابقون ارادوا ان يوهمونا ان هناك كتبا اخرى نزلت و ان الله كان يبدل قوله في كل مرة مع انه ينفي ذلك بشكل قاطع. اما بالنسبة لاية مَا نَنسَخْ مِنْ ءَايَةٍ أَوْ نُنسِهَا نَأْتِ بِخَيْرٍۢ مِّنْهَآ أَوْ مِثْلِهَآ ۗ أَلَمْ تَعْلَمْ أَنَّ ٱللَّهَ عَلَىٰ كُلِّ شَىْءٍۢ قَدِيرٌ ١٠٦, فنقول ان النسخ عكس النسي و كلمة اية لا تعني ما نسميه نحن بالاية, و ما استخدامنا للكلمة في هذا المقال و غيره الا لتقريب المعاني للقارئ بما هو معروف لدلا الجمهور. فالكلمة في المصحف بحد ذاتها اية: الٓر ۚ تِلْكَ ءَايَـٰتُ ٱلْكِتَـٰبِ ٱلْحَكِيمِ, كما اليل و  النهار ايتين: وَجَعَلْنَا ٱلَّيْلَ وَٱلنَّهَارَ ءَايَتَيْنِ ۖ فَمَحَوْنَآ ءَايَةَ ٱلَّيْلِ وَجَعَلْنَآ ءَايَةَ ٱلنَّهَارِ مُبْصِرَةًۭ لِّتَبْتَغُوا۟ فَضْلًۭا مِّن رَّبِّكُمْ وَلِتَعْلَمُوا۟ عَدَدَ ٱلسِّنِينَ وَٱلْحِسَابَ ۚ وَكُلَّ شَىْءٍۢ فَصَّلْنَـٰهُ تَفْصِيلًۭا. و هو كل حال حال يشير الى اليل و النهار في اية النسخ و النسي و لنا حديث في هذا لاحقا.

لكن هناك ما يزيد الامر تعقيدا, فلعلك لاحظت ايضا انه يذكر كتابا مصدقا لسانا عربيا على كتب موسى. فما هو هذا الكتب و على من نزل؟

  1. وَمَا كَانَ هَـٰذَا ٱلْقُرْءَانُ أَن يُفْتَرَىٰ مِن دُونِ ٱللَّهِ وَلَـٰكِن تَصْدِيقَ ٱلَّذِى بَيْنَ يَدَيْهِ وَتَفْصِيلَ ٱلْكِتَـٰبِ لَا رَيْبَ فِيهِ مِن رَّبِّ ٱلْعَـٰلَمِينَ

  2. نَزَّلَ عَلَيْكَ ٱلْكِتَـٰبَ بِٱلْحَقِّ مُصَدِّقًۭا لِّمَا بَيْنَ يَدَيْهِ وَأَنزَلَ ٱلتَّوْرَىٰةَ وَٱلْإِنجِيلَ ٣ مِن قَبْلُ هُدًۭى لِّلنَّاسِ وَأَنزَلَ ٱلْفُرْقَانَ ۗ إِنَّ ٱلَّذِينَ كَفَرُوا۟ بِـَٔايَـٰتِ ٱللَّهِ لَهُمْ عَذَابٌۭ شَدِيدٌۭ ۗ وَٱللَّهُ عَزِيزٌۭ ذُو ٱنتِقَامٍ

  3. قُلْ مَن كَانَ عَدُوًّۭا لِّجِبْرِيلَ فَإِنَّهُۥ نَزَّلَهُۥ عَلَىٰ قَلْبِكَ بِإِذْنِ ٱللَّهِ مُصَدِّقًۭا لِّمَا بَيْنَ يَدَيْهِ وَهُدًۭى وَبُشْرَىٰ لِلْمُؤْمِنِينَ ٩٧ مَن كَانَ عَدُوًّۭا لِّلَّهِ وَمَلَـٰٓئِكَتِهِۦ وَرُسُلِهِۦ وَجِبْرِيلَ وَمِيكَىٰلَ فَإِنَّ ٱللَّهَ عَدُوٌّۭ لِّلْكَـٰفِرِينَ

  4. وَقَفَّيْنَا عَلَىٰٓ ءَاثَـٰرِهِم بِعِيسَى ٱبْنِ مَرْيَمَ مُصَدِّقًۭا لِّمَا بَيْنَ يَدَيْهِ مِنَ ٱلتَّوْرَىٰةِ ۖ وَءَاتَيْنَـٰهُ ٱلْإِنجِيلَ فِيهِ هُدًۭى وَنُورٌۭ وَمُصَدِّقًۭا لِّمَا بَيْنَ يَدَيْهِ مِنَ ٱلتَّوْرَىٰةِ وَهُدًۭى وَمَوْعِظَةًۭ لِّلْمُتَّقِينَ

  5. وَأَنزَلْنَآ إِلَيْكَ ٱلْكِتَـٰبَ بِٱلْحَقِّ مُصَدِّقًۭا لِّمَا بَيْنَ يَدَيْهِ مِنَ ٱلْكِتَـٰبِ وَمُهَيْمِنًا عَلَيْهِ ۖ فَٱحْكُم بَيْنَهُم بِمَآ أَنزَلَ ٱللَّهُ ۖ وَلَا تَتَّبِعْ أَهْوَآءَهُمْ عَمَّا جَآءَكَ مِنَ ٱلْحَقِّ ۚ لِكُلٍّۢ جَعَلْنَا مِنكُمْ شِرْعَةًۭ وَمِنْهَاجًۭا ۚ وَلَوْ شَآءَ ٱللَّهُ لَجَعَلَكُمْ أُمَّةًۭ وَٰحِدَةًۭ وَلَـٰكِن لِّيَبْلُوَكُمْ فِى مَآ ءَاتَىٰكُمْ ۖ فَٱسْتَبِقُوا۟ ٱلْخَيْرَٰتِ ۚ إِلَى ٱللَّهِ مَرْجِعُكُمْ جَمِيعًۭا فَيُنَبِّئُكُم بِمَا كُنتُمْ فِيهِ تَخْتَلِفُونَ

  6. وَٱلَّذِىٓ أَوْحَيْنَآ إِلَيْكَ مِنَ ٱلْكِتَـٰبِ هُوَ ٱلْحَقُّ مُصَدِّقًۭا لِّمَا بَيْنَ يَدَيْهِ ۗ إِنَّ ٱللَّهَ بِعِبَادِهِۦ لَخَبِيرٌۢ بَصِيرٌۭ

  7. وَإِذْ قَالَ عِيسَى ٱبْنُ مَرْيَمَ يَـٰبَنِىٓ إِسْرَٰٓءِيلَ إِنِّى رَسُولُ ٱللَّهِ إِلَيْكُم مُّصَدِّقًۭا لِّمَا بَيْنَ يَدَىَّ مِنَ ٱلتَّوْرَىٰةِ وَمُبَشِّرًۢا بِرَسُولٍۢ يَأْتِى مِنۢ بَعْدِى ٱسْمُهُۥٓ أَحْمَدُ ۖ فَلَمَّا جَآءَهُم بِٱلْبَيِّنَـٰتِ قَالُوا۟ هَـٰذَا سِحْرٌۭ مُّبِينٌۭ

اذا الكتب المصدق الذي انزله الله على عيسى بن مريم بعد ان اتم علمه اي توفاه و رفعه اليه فبعثه احمدا, هو كتب الله الذي يقول فيه لرسوله "قل" و يأمره بان يتلوه, اي القران, اي جبريل, اي الحق, اي البينت. لهذا نجد كلمة "هذا" في اية مثل: (وَلَقَدْ صَرَّفْنَا فِى هَـٰذَا ٱلْقُرْءَانِ لِلنَّاسِ مِن كُلِّ مَثَلٍۢ ۚ وَكَانَ ٱلْإِنسَـٰنُ أَكْثَرَ شَىْءٍۢ جَدَلًۭا), فالقران جزء من الصحف. وليس كله و هو المصدق على كتب موسى, اي ميكيل.

الان لو نظرنا الى محتوى كتب موسى, نجد فيه دعاء إِيَّاكَ نَعْبُدُ وَإِيَّاكَ نَسْتَعِينُ ٱهْدِنَا ٱلصِّرَٰطَ ٱلْمُسْتَقِيمَ. فمن قائله؟ منطقيا نستطيع القول بانه موسى طالما هذا كتابه, لكن الصيغة بالجمع فهل نملك ادلة تؤكد على ذلك؟ بكل تأكيد, فمنزل هذا الكتاب عندما قال تفصيل كل شيء فهو كذلك, و نجد الاجابة بكل ابداع ترد في الاعراف: وَٱخْتَارَ مُوسَىٰ قَوْمَهُۥ سَبْعِينَ رَجُلًۭا لِّمِيقَـٰتِنَا ۖ فَلَمَّآ أَخَذَتْهُمُ ٱلرَّجْفَةُ قَالَ رَبِّ لَوْ شِئْتَ أَهْلَكْتَهُم مِّن قَبْلُ وَإِيَّـٰىَ ۖ أَتُهْلِكُنَا بِمَا فَعَلَ ٱلسُّفَهَآءُ مِنَّآ ۖ إِنْ هِىَ إِلَّا فِتْنَتُكَ تُضِلُّ بِهَا مَن تَشَآءُ وَتَهْدِى مَن تَشَآءُ ۖ أَنتَ وَلِيُّنَا فَٱغْفِرْ لَنَا وَٱرْحَمْنَا ۖ وَأَنتَ خَيْرُ ٱلْغَـٰفِرِينَ ١٥٥ ۞ وَٱكْتُبْ لَنَا فِى هَـٰذِهِ ٱلدُّنْيَا حَسَنَةًۭ وَفِى ٱلْـَٔاخِرَةِ إِنَّا هُدْنَآ إِلَيْكَ ۚ قَالَ عَذَابِىٓ أُصِيبُ بِهِۦ مَنْ أَشَآءُ ۖ وَرَحْمَتِى وَسِعَتْ كُلَّ شَىْءٍۢ ۚ فَسَأَكْتُبُهَا لِلَّذِينَ يَتَّقُونَ وَيُؤْتُونَ ٱلزَّكَوٰةَ وَٱلَّذِينَ هُم بِـَٔايَـٰتِنَا يُؤْمِنُونَ ١٥٦. اذا موسى و من معه هم اصحاب ذلك الدعاء. كيف لا و هو يؤكد على الامر ذاته في الانعم: وَأَنَّ هَـٰذَا صِرَٰطِى مُسْتَقِيمًۭا فَٱتَّبِعُوهُ ۖ وَلَا تَتَّبِعُوا۟ ٱلسُّبُلَ فَتَفَرَّقَ بِكُمْ عَن سَبِيلِهِۦ ۚ ذَٰلِكُمْ وَصَّىٰكُم بِهِۦ لَعَلَّكُمْ تَتَّقُونَ ١٥٣ ثُمَّ ءَاتَيْنَا مُوسَى ٱلْكِتَـٰبَ تَمَامًا عَلَى ٱلَّذِىٓ أَحْسَنَ وَتَفْصِيلًۭا لِّكُلِّ شَىْءٍۢ وَهُدًۭى وَرَحْمَةًۭ لَّعَلَّهُم بِلِقَآءِ رَبِّهِمْ يُؤْمِنُونَ ١٥٤. و لن تجد كلمة هدنا يا صديقي في كل المصحف الا في هذان الموضعان.

ادعوك عزيزي بعد ان شربت ما درست الى الان ان تقرأ هذه الاية, و انا انظر اليك و اراك مبتسما, بعد ان عقلتها: وَلَمَّا جَآءَهُمْ رَسُولٌۭ مِّنْ عِندِ ٱللَّهِ مُصَدِّقٌۭ لِّمَا مَعَهُمْ نَبَذَ فَرِيقٌۭ مِّنَ ٱلَّذِينَ أُوتُوا۟ ٱلْكِتَـٰبَ كِتَـٰبَ ٱللَّهِ وَرَآءَ ظُهُورِهِمْ كَأَنَّهُمْ لَا يَعْلَمُونَ. ولا اظنك بحاجتي الان لتعلم ما هو الكتب الاول و ما هو كتب الله و من هو الرسول الذي من عند الله.

هل بدأت ترى اخي القارئ ان هذه صحف منشرة تحوي على كتب قيمة؟ الم يقل ذلك في نهايته: (لَمْ يَكُنِ ٱلَّذِينَ كَفَرُوا۟ مِنْ أَهْلِ ٱلْكِتَـٰبِ وَٱلْمُشْرِكِينَ مُنفَكِّينَ حَتَّىٰ تَأْتِيَهُمُ ٱلْبَيِّنَةُ ١ رَسُولٌۭ مِّنَ ٱللَّهِ يَتْلُوا۟ صُحُفًۭا مُّطَهَّرَةًۭ ٢ فِيهَا كُتُبٌۭ قَيِّمَةٌۭ) ؟

و هنا نسأل ايضا لمن ابى و استكبر, الا زلت تظن ان محمد هو ذلك العباسي المحارب, ان صح ذلك التاريخ اصلا؟ الا زلت مصرا و معرضا عن ايات الله لتنتصر لهوى نفسك و من تظنهم قومك؟ هل تستطيع ان تثبت عكس ذلك من ايات المصحف ام ستدخل كعادتك في جميع انواع المغالطات و تتهم من ياتيك بالدليل و تشتمه بكل ما تجود به نفسك كتعبير عن عجزك في الرد؟ التحدي قائم لكل من كفر بايات المصحف, فالحق لا يمكن ابطاله بالهوى و الخداع و الصراخ و التهديد.