مقدمة

في الحقيقة لا اعلم كيف ابدأ مقدمتي, فلا الحمد ما نفهمه و لا الشكر ما نعتقده حتى ابدأ كلامي بهما! فهل سألنا أنفسنا يومًا ما إذا كنا نفهم حقًا ما نقرأه في كتاب الله؟ هل يمكن أن يكون هناك تفسيرات جديدة وأعمق لهذا النص العظيم؟ هذا هو السؤال الذي نطرحه و نحاول الاجابة عنه في هذا البحث.

سأقوم في هذه المقالات بتقديم رؤية جديدة لبعض المفاهيم الأساسية في الدين، وذلك بالاستناد إلى النص القرآني نفسه وبناءً على قراءة متأنية ومتعمقة. سأركز بشكل خاص على تلك المفاهيم التي شاعت حولها الكثير من الخرافات والتفسيرات الخاطئة. أدرك أن هذه الأفكار قد تكون جديدة على الكثيرين، وقد تتعارض مع المعتقدات السائدة.

رحلة البحث هذه، التي امتدت لأكثر من عشر سنوات، قادتني إلى اكتشاف خلل جوهري في فهمنا للقرآن، وهو إقحام الموروثات والأفكار الدخيلة في محاولة فهم آياته. فكان لابد من التطهُّر من هذه الأفكار، والعودة إلى النص القرآني بتجرُّد.

ارتأيت ان ابدأ مقالاتي باستعراض اخطاء قاتلة نتداولها فيما نسميه بالدين, فقد تجد اخي القارئ في بادئ الامر استحالة تصديق ما هو مكتوب, رغم الكم الهائل من الادلة التي ساتناولها, خاصة في المقالات الاولى الاربع, و التي تتناول مفاهيم اساسية من الواجب تصحيحها لنسف الموروث الفكري العالق في الذهن. فما ستجده في صفحات هذا الموقع مذهل بحق و يكشف عظمة هذا الكتاب بعيدا عن الخرافات و الاساطير التي وجدنا عليها ابائنا و الله لم يأمرنا بها.

و ستلاحظ ايضا اني اقلل من كتابتي و اكثف من ذكر اياته, فهذا هو الاسلم, حتى تعتاد لسانه و يصلك نسقه فتنتقل الى طور اعلى في فهمك و ادراكك و لا تعد بحاجة غيرك ليلقنك. و لذلك، سأحرص على تقديم الأدلة والبراهين التي تدعم آرائي، وسأكون منفتحًا على النقاش والحوار مع الآخرين. فهدفي لم و لن يكن الانتصار للنفس و هواها, لاني اعلم جيدا ان الارتقاء يكون من خلال منظومة متكاملة و ليس عن طريق تسجيل نقاط فوز فردية وهمية.

ما ستقرأه هنا قد يكون مُتفردًا، لذا أدعوك إلى استقباله بتجرُّد وصبر. فلك الخيار في قبوله أو رفضه، وهذه الكتابات مُتاحة للجميع دون أي حقوق نشر، فهدفي أسمى من ذلك. و اعلم ايضا ان لحظة الصفر وشيكة بعد ان وصلنا بفضل تخاذلنا الى ارذل العمر فاما ان نقبل بالتغيير و نمضي قدما لعمارة ما استخلفنا فيه, او ياتي امر الله و يورث الارض لعباده الصالحين. فارجو ان تستطيع معي صبرا.