حقيقة جبريل
في الحقيقة لا احتاج للاطالة لان ايات المصحف كفيلة بتوضيح احدى اكبر اكاذيب التاريخ، و هي ان جبريل هو الروح الامين الذي تكفل بايصال الرسالة الى شخصية وهمية اسموها محمد، و نبدأ باول اية:
قُلۡ مَن كَانَ عَدُوࣰّا لِّجِبۡرِیلَ فَإِنَّهُۥ نَزَّلَهُۥ عَلَىٰ قَلۡبِكَ بِإِذۡنِ اللَّهِ *مُصَدِّقࣰا لِّمَا بَیۡنَ یَدَیۡهِ وَهُدࣰى وَبُشۡرَىٰ لِلۡمُؤۡمِنِینَ*
من هنا نرى ان الهاء تعود على جبريل، اي انه التنزيل نفسه، و نرى ايضا ان جبريل يتمتع ب ٣ خصائص:
-
مصدقا لما بين يديه
-
هدى
-
بشرى للمؤمنين
اذا فلنبحث في المصحف، بعيدا عن خرافات و اساطير و تهريج من ادعوا العلم عن ذلك الشي الذي يتمتع بهذه الخصال:
{ طسۤۚ تِلۡكَ ءَایَـٰتُ الۡقُرۡءَانِ وَكِتَابࣲ مُّبِینٍ (١) هُدࣰى وَبُشۡرَىٰ لِلۡمُؤۡمِنِینَ (٢) }
القران هدى و بشرى
{ وَالَّذِیۤ أَوۡحَیۡنَاۤ إِلَیۡكَ مِنَ الۡكِتَـٰبِ هُوَ الۡحَقُّ مُصَدِّقࣰا لِّمَا بَیۡنَ یَدَیۡهِۗ إِنَّ اللَّهَ بِعِبَادِهِۦ لَخَبِیرُۢ بَصِیرࣱ }
الكتب، اي القران، هو المصدق لما بين يديه. و هذه الاية تثبت ما الذي يصدق على الاخر، و ما الذي من وظائفه الهدى:
{ قَالُوا۟ یَـٰقَوۡمَنَاۤ إِنَّا سَمِعۡنَا كِتَـٰبًا أُنزِلَ مِنۢ بَعۡدِ مُوسَىٰ مُصَدِّقࣰا لِّمَا بَیۡنَ یَدَیۡهِ یَهۡدِیۤ إِلَى الۡحَقِّ وَإِلَىٰ طَرِیقࣲ مُّسۡتَقِیمࣲ }
اذا من الواضح ان جبريل هو القران، و ان القران مصدق لما بين يديه اي كتاب موسى، الذي بالمناسبة لا علاقة له بالتورية. و لنا مبحث في هذا نوضح حقيقة ذلك.
و من الجلي ايضا ان جبريل هدى و ان القران هدى، كذلك الامر بان كلاهما بشرى للمؤمنين.
و السؤال الان، كيف يكون جبريل و ميكيل ملكين و هما معطوفان على المليكة في هذه الاية؟
{ مَن كَانَ عَدُوࣰّا لِّلَّهِ وَمَلَـٰۤىِٕكَتِهِۦ وَرُسُلِهِۦ وَجِبۡرِیلَ وَمِیكَىٰلَ فَإِنَّ اللَّهَ عَدُوࣱّ لِّلۡكَـٰفِرِینَ }
اليس المصحف كتبا متشابها كما يقول الله فيه؟ الا نجد في الاية هذه تصديقا على ذلك؟ فقد استبدل جبريل و ميكيل بالكتب و الكتب الذي انزل من قبل:
{ یَـٰۤأَیُّهَا الَّذِینَ ءَامَنُوۤا۟ ءَامِنُوا۟ بِاللَّهِ وَرَسُولِهِۦ وَالۡكِتَـٰبِ الَّذِی نَزَّلَ عَلَىٰ رَسُولِهِۦ وَالۡكِتَـٰبِ الَّذِیۤ أَنزَلَ مِن قَبۡلُۚ وَمَن یَكۡفُرۡ بِاللَّهِ وَمَلَـٰۤىِٕكَتِهِۦ وَكُتُبِهِۦ وَرُسُلِهِۦ وَالۡیَوۡمِ الۡـَٔاخِرِ فَقَدۡ ضَلَّ ضَلَـٰلَۢا بَعِیدًا }
كذلك الامر هنا:
{ ءَامَنَ الرَّسُولُ بِمَاۤ أُنزِلَ إِلَیۡهِ مِن رَّبِّهِۦ وَالۡمُؤۡمِنُونَۚ كُلٌّ ءَامَنَ بِاللَّهِ وَمَلَـٰۤىِٕكَتِهِۦ وَ كُتُبِهِۦ وَرُسُلِهِۦ لَا نُفَرِّقُ بَیۡنَ أَحَدࣲ مِّن رُّسُلِهِۦۚ وَقَالُوا۟ سَمِعۡنَا وَأَطَعۡنَاۖ غُفۡرَانَكَ رَبَّنَا وَإِلَیۡكَ الۡمَصِیرُ }
و هنا:
{ ۞ لَّیۡسَ الۡبِرَّ أَن تُوَلُّوا۟ وُجُوهَكُمۡ قِبَلَ الۡمَشۡرِقِ وَالۡمَغۡرِبِ وَلَـٰكِنَّ الۡبِرَّ مَنۡ ءَامَنَ بِاللَّهِ وَالۡیَوۡمِ الۡـَٔاخِرِ وَالۡمَلَـٰۤىِٕكَةِ وَالۡكِتَـٰبِ وَالنَّبِیِّـۧنَ وَءَاتَى الۡمَالَ عَلَىٰ حُبِّهِۦ ذَوِی الۡقُرۡبَىٰ وَالۡیَتَـٰمَىٰ وَالۡمَسَـٰكِینَ وَابۡنَ السَّبِیلِ وَالسَّاۤىِٕلِینَ وَفِی الرِّقَابِ وَأَقَامَ الصَّلَوٰةَ وَءَاتَى الزَّكَوٰةَ وَالۡمُوفُونَ بِعَهۡدِهِمۡ إِذَا عَـٰهَدُوا۟ۖ وَالصَّـٰبِرِینَ فِی الۡبَأۡسَاۤءِ وَالضَّرَّاۤءِ وَحِینَ الۡبَأۡسِۗ أُو۟لَـٰۤىِٕكَ الَّذِینَ صَدَقُوا۟ۖ وَأُو۟لَـٰۤىِٕكَ هُمُ الۡمُتَّقُونَ }
ليس هذا فحسب، فمن يتابع في سرد الايات يتضح له بان المصحف، في الواقع مرتب و ان خرافة اسباب النزول ما هي الا كذبة اخرى وضعت في محاولة بائسة لفهمه، او تعمد لاضلال الخلق من بعد ما عقلوه:
{ مَن كَانَ عَدُوࣰّا لِّلَّهِ وَمَلَـٰۤىِٕكَتِهِۦ وَرُسُلِهِۦ وَجِبۡرِیلَ وَمِیكَىٰلَ فَإِنَّ اللَّهَ عَدُوࣱّ لِّلۡكَـٰفِرِینَ (٩٨) وَلَقَدۡ أَنزَلۡنَاۤ إِلَیۡكَ ءَایَـٰتِۭ بَیِّنَـٰتࣲۖ وَمَا یَكۡفُرُ بِهَاۤ إِلَّا الۡفَـٰسِقُونَ (٩٩) أَوَكُلَّمَا عَـٰهَدُوا۟ عَهۡدࣰا نَّبَذَهُۥ فَرِیقࣱ مِّنۡهُمۚ بَلۡ أَكۡثَرُهُمۡ لَا یُؤۡمِنُونَ (١٠٠) وَلَمَّا جَاۤءَهُمۡ رَسُولࣱ مِّنۡ عِندِ اللَّهِ مُصَدِّقࣱ لِّمَا مَعَهُمۡ نَبَذَ فَرِیقࣱ مِّنَ الَّذِینَ أُوتُوا۟ الۡكِتَـٰبَ كِتَـٰبَ اللَّهِ وَرَاۤءَ ظُهُورِهِمۡ كَأَنَّهُمۡ لَا یَعۡلَمُونَ (١٠١) }
فالذين اوتوا الكتب، اي كتب موسى، اي ميكيل، نبذوا كتب الله، اي القران اي جبريل المصدق لما بين يديه، اي كتب موسى. فالسياق واحد واحد و الموضوع واحد.
و حتى لا يأتي احدهم و يفتري علينا و يقول اننا نأخذ ببعض الكتاب و نرمي ببعض، فلننظر الى الايتين التين ادعوا بسببهما ان جبريل هو الروح الامين و نرى الحمق في الفهم، او تعمد اهمال الباء التي تفيد الوساطة و الاستعانة ليجعلوا جبريل كائن خرافي له ما له من الاجنحة و القوة و الجبروت، و لا حاجة لنا في تفصيل ذلك، فالقمر لا يخفى على احد في هذا الشأن:
{ وَإِنَّهُۥ لَتَنزِیلُ رَبِّ الۡعَـٰلَمِینَ (١٩٢) نَزَلَ بِهِ الرُّوحُ الۡأَمِینُ (١٩٣) عَلَىٰ قَلۡبِكَ لِتَكُونَ مِنَ الۡمُنذِرِینَ (١٩٤) بِلِسَانٍ عَرَبِیࣲّ مُّبِینࣲ (١٩٥) }
فالذي نزل به، و الهاء هنا تعود علي القران، هو الروح الامين، اما في اية البقرة، فقد قال نزله و لم يقل نزل به! نفس الامر في الاية التالية، الذي قام بالتنزيل هو روح القدس و الذي نزل هو جبريل، اي القران:
{ قُلۡ نَزَّلَهُۥ رُوحُ الۡقُدُسِ مِن رَّبِّكَ بِالۡحَقِّ لِیُثَبِّتَ الَّذِینَ ءَامَنُوا۟ وَهُدࣰى وَبُشۡرَىٰ لِلۡمُسۡلِمِینَ }
و حتى نوضح قليلا مسألة التصديق بين القران و كتب موسى:
{ وَمِن قَبۡلِهِۦ كِتَـٰبُ مُوسَىٰۤ إِمَامࣰا وَرَحۡمَةࣰۚ وَهَـٰذَا كِتَـٰبࣱ مُّصَدِّقࣱ لِّسَانًا عَرَبِیࣰّا لِّیُنذِرَ الَّذِینَ ظَلَمُوا۟ وَبُشۡرَىٰ لِلۡمُحۡسِنِینَ }
مرة اخرى، نجد ان هذا الكتب، مصدق و بشرى للمحسنين، كما هو الحال في جبريل، مصدق و بشرى للمومنين. كذلك الامر في الاية الكريمة:
{ وَأَنزَلۡنَاۤ إِلَیۡكَ الۡكِتَـٰبَ بِالۡحَقِّ مُصَدِّقࣰا لِّمَا بَیۡنَ یَدَیۡهِ مِنَ الۡكِتَـٰبِ وَمُهَیۡمِنًا عَلَیۡهِۖ فَاحۡكُم بَیۡنَهُم بِمَاۤ أَنزَلَ اللَّهُۖ وَلَا تَتَّبِعۡ أَهۡوَاۤءَهُمۡ عَمَّا جَاۤءَكَ مِنَ الۡحَقِّۚ لِكُلࣲّ جَعَلۡنَا مِنكُمۡ شِرۡعَةࣰ وَمِنۡهَاجࣰاۚ وَلَوۡ شَاۤءَ اللَّهُ لَجَعَلَكُمۡ أُمَّةࣰ وَ ٰحِدَةࣰ وَلَـٰكِن لِّیَبۡلُوَكُمۡ فِی مَاۤ ءَاتَىٰكُمۡۖ فَاسۡتَبِقُوا۟ الۡخَیۡرَ ٰتِۚ إِلَى اللَّهِ مَرۡجِعُكُمۡ جَمِیعࣰا فَیُنَبِّئُكُم بِمَا كُنتُمۡ فِیهِ تَخۡتَلِفُونَ }
فالكتاب الذي نزل هو دائما القران و الذي يصدق دائما على كتب موسى، اذا فالكتب الذى "انزلنا اليك" هو جبريل و "مصدقا لما بين يديه من الكتب" هو ميكيل.
و في الختام نسأل، اذا وجدنا ان احد اهم اركان هذه العقيدة الفاسدة تم نسفها، و ان ذلك الكائن المدعو جبريل الذي كان ينزل على محمد ليوحي له ما يوحى، ما هو الا القران نفسه، انى لنا ان نبقى على ما نحن فيه؟ نتبع رسولا زائفا لم يثبت التاريخ مطلقا وجوده و ان كل ما وردنا من موروث ما هو الا ترهات من يبحث في اصلها و عمقها بحيادية و بعيدا عن هوى النفس و حب الانتصار لما وجد عليه اباؤه، يجدها من اسفه الروايات التي يمكن تصديقها. الم يقل سبحنه و تعلى ان الرسول فينا و انه جزء من معادلة النفس؟ { لَقَدۡ مَنَّ اللَّهُ عَلَى الۡمُؤۡمِنِینَ إِذۡ بَعَثَ فِیهِمۡ رَسُولࣰا مِّنۡ أَنفُسِهِمۡ یَتۡلُوا۟ عَلَیۡهِمۡ ءَایَـٰتِهِۦ وَیُزَكِّیهِمۡ وَیُعَلِّمُهُمُ الۡكِتَـٰبَ وَالۡحِكۡمَةَ وَإِن كَانُوا۟ مِن قَبۡلُ لَفِی ضَلَـٰلࣲ مُّبِینٍ }. ماذا نريد اكثر من بعث فيهم رسولا من انفسهم؟ لماذا لم يقل بعث اليهم رسولا من بينهم؟ الا يستطيع الحق جل و علا ان يصيغ الكلام؟ ام نحن في غفلة مما يقول لنا...
اخيرا لا املك الا ان اقول، كما يقول الخالق سبحنه و تعلى: { وَلَقَدۡ أَنزَلۡنَاۤ إِلَیۡكَ ءَایَـٰتِۭ بَیِّنَـٰتࣲۖ وَمَا یَكۡفُرُ بِهَاۤ إِلَّا الۡفَـٰسِقُونَ }