المخاطب في المصحف
ان سألك احدهم كيف تعلم من يخاطب الله في المصحف؟ و ما هو دليلك من خلال اياته؟ فهل تملك جواب لذلك؟ في الحقيقة لا لأنك لو فعلت لوجدت ان الطامة كبرى، فهل مستعد يا صديقي القارئ لصدمة, قد تكون من اقسى ما ستتلقى, ان لم تكن الاقسى, و بالدليل القاطع ان تعلم من هو المخاطب؟ تابع معي.
قيل لنا ان المصحف الذي بين ايدينا نزل على رسول يدعى محمد، و هذه حقيقة لا تخفى على احد، لكن العجب كل العجب ان لا تجد و لو اية واحدة تشير الى ان المخاطب فيه هو فعلا محمد، رغم احتوائه على اكثر من ٦٠٤ صفحات!
و ما يزيد الطين بلة هو المحاولات البائسة للتأويل ممن يدعوا فهم حقيقة هذا الكتاب العظيم. و ما اكثرهم و ما ابعدهم عنه، فتجد احدهم يقول: انا اوحينا اليك ... اذا هو يكلم محمد، و عندما تسأله بكل منطقية: اين اسم محمد في الاية التي ذكرتها حتى تدعي انه هو المخاطب؟ فيغوص اكثر في التهريج ليجيبك عاجزا و متهما، كما هي العادة، بالكفر، ليقول مستنكرا: اذا لا تؤمن بهذا فلا داعي للنقاش اصلا لاتك كفرت باول اركان الاسلام. و عندما تقل له كيف تشهد و انت لم تشهد؟ لو قلت امنت على الاقل لكانت اكثر قبولا و استساغة! لكن هيهات للاستمرار في النقاش مع من لا يميز الفرق بين الشهادة و الايمان, فهذا الصنف ليس اهلا لهذا الكتاب.
او قد تجد اخر يقول لك: طه ما انزلنا عليك القران لتشقى و طه هو محمد. و ان سألته تاليا: هل قال ذلك في المصحف حتى تدعي ان طه هو محمد؟ فتجده يعود الى فلك العجز و دائرة الاتهامات. رغم انه سؤال بالفعل بحاجة الى اجابة قاطعة ولا يجب ان يكون الامر معجز في الرد. فهل يعقل ان لا نجد الاجابة فيه؟ لكن من اتبع الباطل و كما هي عادته, لا يملك الدليل و سيظل واقفا عاجزا ابد الدهر عن الاجابة.
من هنا اذا فلنتجرأ و لنبحث فيه بكل صدق، دون الحاجة للخروج عنه و اشراك ما هب و دب من مخلفات التاريخ معه، و لنسأل و بكل تجرد من هو، و الجواب حقا فيه، فهل تريد ان تعلم من هو و اتباع الحق المبين كما يقول منزله؟ ام ستصر مستكبرا و معرضا و تتبع ما وجدت عليه غيرك ممن اشركت؟ لك الخيار في المضي قدما ان كان الحق مبتغاك, او العودة الى دائرة الراحة و الامان الوهمية التي رسمها لك من تبعتهم دون تحقق و لا علم ولا هدى و لا كتاب مبين.
صفات الرسول النبي و وظائفه
في الواقع هناك صفات للذي يخاطبه الله في المصحف نستطيع من خلالها الاستدلال عليه بكل سهولة و يسر, نلخص بعضا منها في النقاط التالية:
-
(يَـٰٓأَيُّهَا الرَّسُولُ بَلِّغْ مَآ أُنزِلَ إِلَيْكَ مِن رَّبِّكَ ۖ وَإِن لَّمْ تَفْعَلْ فَمَا بَلَّغْتَ رِسَالَتَهُۥ ۚ وَاللَّهُ يَعْصِمُكَ مِنَ النَّاسِ ۗ إِنَّ اللَّهَ لَا يَهْدِى الْقَوْمَ الْكَـٰفِرِينَ ٦٧). اذا هو رسول
-
(يَـٰٓأَيُّهَا النَّبِىُّ حَسْبُكَ اللَّهُ وَمَنِ اتَّبَعَكَ مِنَ الْمُؤْمِنِينَ ٦٤). و هو نبي ايضا, فكيف يكون محمد و ما محمد الا رسول؟
-
(وَاتْلُ مَآ أُوحِىَ إِلَيْكَ مِن كِتَابِ رَبِّكَ ۖ لَا مُبَدِّلَ لِكَلِمَـٰتِهِۦ وَلَن تَجِدَ مِن دُونِهِۦ مُلْتَحَدًۭا ٢٧). امره بالتلاوة
-
(خُذْ مِنْ أَمْوَٰلِهِمْ صَدَقَةًۭ تُطَهِّرُهُمْ وَتُزَكِّيهِم بِهَا وَصَلِّ عَلَيْهِمْ ۖ إِنَّ صَلَوٰتَكَ سَكَنٌۭ لَّهُمْ ۗ وَاللَّهُ سَمِيعٌ عَلِيمٌ ١٠٣). و امره ايضا بالتطهير و الزكوة و الصلوة و اخذ الامول.
-
(إِنَّآ أَرْسَلْنَـٰكَ بِالْحَقِّ بَشِيرًۭا وَنَذِيرًۭا ۖ وَلَا تُسْـَٔلُ عَنْ أَصْحَـٰبِ الْجَحِيمِ ١١٩). ارسله بشيرا و نذيرا
-
(قُلْ إِن كَانَتْ لَكُمُ الدَّارُ الْـَٔاخِرَةُ عِندَ اللَّهِ خَالِصَةًۭ مِّن دُونِ النَّاسِ فَتَمَنَّوُا۟ الْمَوْتَ إِن كُنتُمْ صَـٰدِقِينَ ٩٤). امره باالقول
-
(وَإِذْ قُلْنَا لَكَ إِنَّ رَبَّكَ أَحَاطَ بِالنَّاسِ ۚ وَمَا جَعَلْنَا الرُّءْيَا الَّتِىٓ أَرَيْنَـٰكَ إِلَّا فِتْنَةًۭ لِّلنَّاسِ وَالشَّجَرَةَ الْمَلْعُونَةَ فِى الْقُرْءَانِ ۚ وَنُخَوِّفُهُمْ فَمَا يَزِيدُهُمْ إِلَّا طُغْيَـٰنًۭا كَبِيرًۭا ٦٠). و قال له
-
(وَإِنَّهُۥ لَتَنزِيلُ رَبِّ الْعَـٰلَمِينَ ١٩٢ نَزَلَ بِهِ الرُّوحُ الْأَمِينُ ١٩٣ عَلَىٰ قَلْبِكَ لِتَكُونَ مِنَ الْمُنذِرِينَ ١٩٤). مرتبط بالروح
-
(نَحْنُ نَقُصُّ عَلَيْكَ أَحْسَنَ الْقَصَصِ بِمَآ أَوْحَيْنَآ إِلَيْكَ هَـٰذَا الْقُرْءَانَ وَإِن كُنتَ مِن قَبْلِهِۦ لَمِنَ الْغَـٰفِلِينَ). قص عليه و اوحى له.
-
(فَكَيْفَ إِذَا جِئْنَا مِن كُلِّ أُمَّةٍۭ بِشَهِيدٍۢ وَجِئْنَا بِكَ عَلَىٰ هَـٰٓؤُلَآءِ شَهِيدًۭا ٤١). اذا هو شهيد
-
(وَلَوْلَا فَضْلُ اللَّهِ عَلَيْكَ وَرَحْمَتُهُۥ لَهَمَّت طَّآئِفَةٌۭ مِّنْهُمْ أَن يُضِلُّوكَ وَمَا يُضِلُّونَ إِلَّآ أَنفُسَهُمْ ۖ وَمَا يَضُرُّونَكَ مِن شَىْءٍۢ ۚ وَأَنزَلَ اللَّهُ عَلَيْكَ الْكِتَـٰبَ وَالْحِكْمَةَ وَعَلَّمَكَ مَا لَمْ تَكُن تَعْلَمُ ۚ وَكَانَ فَضْلُ اللَّهِ عَلَيْكَ عَظِيمًۭا ١١٣). انزل عليه الكتب و الحكمة و علمه
اذا هو رسول و نبي, ارسله الله بالحق شهدا و مبشرا و نذيرا, علمه الكتب و الحكمة, امره بالتلاوة و التطهير و التزكية و الصلوة و اخذ الامول. وجه له القول و امره بذلك, اقترن بالروح و قص عليه و اوحى له. من خلال تلك المعطيات, فلنبحث في المصحف و لنجد في اياته من الذي اجتمعت به كل هذه الخصال حصرا و سنستعرضها في جدول لتسهيل المقارنة حتى نرى الاجابة على السؤال الذي طرحناه في مبحثنا هذا:
يَـٰٓأَيُّهَا الرَّسُولُ بَلِّغْ مَآ أُنزِلَ إِلَيْكَ مِن رَّبِّكَ ۖ وَإِن لَّمْ تَفْعَلْ فَمَا بَلَّغْتَ رِسَالَتَهُۥ ۚ وَاللَّهُ يَعْصِمُكَ مِنَ النَّاسِ ۗ إِنَّ اللَّهَ لَا يَهْدِى الْقَوْمَ الْكَـٰفِرِينَ ٦٧ |
يَـٰٓأَهْلَ الْكِتَـٰبِ لَا تَغْلُوا۟ فِى دِينِكُمْ وَلَا تَقُولُوا۟ عَلَى اللَّهِ إِلَّا الْحَقَّ ۚ إِنَّمَا الْمَسِيحُ عِيسَى ابْنُ مَرْيَمَ رَسُولُ اللَّهِ وَكَلِمَتُهُۥٓ أَلْقَىٰهَآ إِلَىٰ مَرْيَمَ وَرُوحٌۭ مِّنْهُ ۖ فَـَٔامِنُوا۟ بِاللَّهِ وَرُسُلِهِۦ ۖ وَلَا تَقُولُوا۟ ثَلَـٰثَةٌ ۚ انتَهُوا۟ خَيْرًۭا لَّكُمْ ۚ إِنَّمَا اللَّهُ إِلَـٰهٌۭ وَٰحِدٌۭ ۖ سُبْحَـٰنَهُۥٓ أَن يَكُونَ لَهُۥ وَلَدٌۭ ۘ لَّهُۥ مَا فِى السَّمَـٰوَٰتِ وَمَا فِى الْأَرْضِ ۗ وَكَفَىٰ بِاللَّهِ وَكِيلًۭا ١٧١ لَّن |
يَـٰٓأَيُّهَا النَّبِىُّ حَسْبُكَ اللَّهُ وَمَنِ اتَّبَعَكَ مِنَ الْمُؤْمِنِينَ |
قَالَ إِنِّى عَبْدُ اللَّهِ ءَاتَىٰنِىَ الْكِتَـٰبَ وَجَعَلَنِى نَبِيًّۭا ٣٠ ... ذَٰلِكَ عِيسَى ابْنُ مَرْيَمَ ۚ قَوْلَ الْحَقِّ الَّذِى فِيهِ يَمْتَرُونَ ٣٤ |
وَكَذَٰلِكَ جَعَلْنَـٰكُمْ أُمَّةًۭ وَسَطًۭا لِّتَكُونُوا۟ شُهَدَآءَ عَلَى النَّاسِ وَيَكُونَ الرَّسُولُ عَلَيْكُمْ شَهِيدًۭا ۗ وَمَا جَعَلْنَا الْقِبْلَةَ الَّتِى كُنتَ عَلَيْهَآ إِلَّا لِنَعْلَمَ مَن يَتَّبِعُ الرَّسُولَ مِمَّن يَنقَلِبُ عَلَىٰ عَقِبَيْهِ ۚ وَإِن كَانَتْ لَكَبِيرَةً إِلَّا عَلَى الَّذِينَ هَدَى اللَّهُ ۗ وَمَا كَانَ اللَّهُ لِيُضِيعَ إِيمَـٰنَكُمْ ۚ إِنَّ اللَّهَ بِالنَّاسِ لَرَءُوفٌۭ رَّحِيمٌۭ ١٤٣ فَكَيْفَ إِذَا جِئْنَا مِن كُلِّ أُمَّةٍۭ بِشَهِيدٍۢ وَجِئْنَا بِكَ عَلَىٰ هَـٰٓؤُلَآءِ شَهِيدًۭا ٤١ |
وَقَوْلِهِمْ إِنَّا قَتَلْنَا الْمَسِيحَ عِيسَى ابْنَ مَرْيَمَ رَسُولَ اللَّهِ وَمَا قَتَلُوهُ وَمَا صَلَبُوهُ وَلَـٰكِن شُبِّهَ لَهُمْ ۚ وَإِنَّ الَّذِينَ اخْتَلَفُوا۟ فِيهِ لَفِى شَكٍّۢ مِّنْهُ ۚ مَا لَهُم بِهِۦ مِنْ عِلْمٍ إِلَّا اتِّبَاعَ الظَّنِّ ۚ وَمَا قَتَلُوهُ يَقِينًۢا ١٥٧ بَل رَّفَعَهُ اللَّهُ إِلَيْهِ ۚ وَكَانَ اللَّهُ عَزِيزًا حَكِيمًۭا ١٥٨ وَإِن مِّنْ أَهْلِ الْكِتَـٰبِ إِلَّا لَيُؤْمِنَنَّ بِهِۦ قَبْلَ مَوْتِهِۦ ۖ وَيَوْمَ الْقِيَـٰمَةِ يَكُونُ عَلَيْهِمْ شَهِيدًۭا ١٥٩ وَإِذْ قَالَ اللَّهُ يَـٰعِيسَى ابْنَ مَرْيَمَ ءَأَنتَ قُلْتَ لِلنَّاسِ اتَّخِذُونِى وَأُمِّىَ إِلَـٰهَيْنِ مِن دُونِ اللَّهِ ۖ قَالَ سُبْحَـٰنَكَ مَا يَكُونُ لِىٓ أَنْ أَقُولَ مَا لَيْسَ لِى بِحَقٍّ ۚ إِن كُنتُ قُلْتُهُۥ فَقَدْ عَلِمْتَهُۥ ۚ تَعْلَمُ مَا فِى نَفْسِى وَلَآ أَعْلَمُ مَا فِى نَفْسِكَ ۚ إِنَّكَ أَنتَ عَلَّـٰمُ الْغُيُوبِ ١١٦ مَا قُلْتُ لَهُمْ إِلَّا مَآ أَمَرْتَنِى بِهِۦٓ أَنِ اعْبُدُوا۟ اللَّهَ رَبِّى وَرَبَّكُمْ ۚ وَكُنتُ عَلَيْهِمْ شَهِيدًۭا مَّا دُمْتُ فِيهِمْ ۖ فَلَمَّا تَوَفَّيْتَنِى كُنتَ أَنتَ الرَّقِيبَ عَلَيْهِمْ ۚ وَأَنتَ عَلَىٰ كُلِّ شَىْءٍۢ شَهِيدٌ ١١٧ |
وَلَوْلَا فَضْلُ اللَّهِ عَلَيْكَ وَرَحْمَتُهُۥ لَهَمَّت طَّآئِفَةٌۭ مِّنْهُمْ أَن يُضِلُّوكَ وَمَا يُضِلُّونَ إِلَّآ أَنفُسَهُمْ ۖ وَمَا يَضُرُّونَكَ مِن شَىْءٍۢ ۚ وَأَنزَلَ اللَّهُ عَلَيْكَ الْكِتَـٰبَ وَالْحِكْمَةَ وَعَلَّمَكَ مَا لَمْ تَكُن تَعْلَمُ ۚ وَكَانَ فَضْلُ اللَّهِ عَلَيْكَ عَظِيمًۭا ١١٣ رَبَّنَا وَابْعَثْ فِيهِمْ رَسُولًۭا مِّنْهُمْ يَتْلُوا۟ عَلَيْهِمْ ءَايَـٰتِكَ وَيُعَلِّمُهُمُ الْكِتَـٰبَ وَالْحِكْمَةَ وَيُزَكِّيهِمْ ۚ إِنَّكَ أَنتَ الْعَزِيزُ الْحَكِيمُ ١٢٩ كَمَآ أَرْسَلْنَا فِيكُمْ رَسُولًۭا مِّنكُمْ يَتْلُوا۟ عَلَيْكُمْ ءَايَـٰتِنَا وَيُزَكِّيكُمْ وَيُعَلِّمُكُمُ الْكِتَـٰبَ وَالْحِكْمَةَ وَيُعَلِّمُكُم مَّا لَمْ تَكُونُوا۟ تَعْلَمُونَ ١٥١ لَقَدْ مَنَّ اللَّهُ عَلَى الْمُؤْمِنِينَ إِذْ بَعَثَ فِيهِمْ رَسُولًۭا مِّنْ أَنفُسِهِمْ يَتْلُوا۟ عَلَيْهِمْ ءَايَـٰتِهِۦ وَيُزَكِّيهِمْ وَيُعَلِّمُهُمُ الْكِتَـٰبَ وَالْحِكْمَةَ وَإِن كَانُوا۟ مِن قَبْلُ لَفِى ضَلَـٰلٍۢ مُّبِينٍ ١٦٤ هُوَ الَّذِى بَعَثَ فِى الْأُمِّيِّـۧنَ رَسُولًۭا مِّنْهُمْ يَتْلُوا۟ عَلَيْهِمْ ءَايَـٰتِهِۦ وَيُزَكِّيهِمْ وَيُعَلِّمُهُمُ الْكِتَـٰبَ وَالْحِكْمَةَ وَإِن كَانُوا۟ مِن قَبْلُ لَفِى ضَلَـٰلٍۢ مُّبِينٍۢ ٢,
|
إِذْ قَالَ اللَّهُ يَـٰعِيسَى ابْنَ مَرْيَمَ اذْكُرْ نِعْمَتِى عَلَيْكَ وَعَلَىٰ وَٰلِدَتِكَ إِذْ أَيَّدتُّكَ بِرُوحِ الْقُدُسِ تُكَلِّمُ النَّاسَ فِى الْمَهْدِ وَكَهْلًۭا ۖ وَإِذْ عَلَّمْتُكَ الْكِتَـٰبَ وَالْحِكْمَةَ وَالتَّوْرَىٰةَ وَالْإِنجِيلَ ۖ وَإِذْ تَخْلُقُ مِنَ الطِّينِ كَهَيْـَٔةِ الطَّيْرِ بِإِذْنِى فَتَنفُخُ فِيهَا فَتَكُونُ طَيْرًۢا بِإِذْنِى ۖ وَتُبْرِئُ الْأَكْمَهَ وَالْأَبْرَصَ بِإِذْنِى ۖ وَإِذْ تُخْرِجُ الْمَوْتَىٰ بِإِذْنِى ۖ وَإِذْ كَفَفْتُ بَنِىٓ إِسْرَٰٓءِيلَ عَنكَ إِذْ جِئْتَهُم بِالْبَيِّنَـٰتِ فَقَالَ الَّذِينَ كَفَرُوا۟ مِنْهُمْ إِنْ هَـٰذَآ إِلَّا سِحْرٌۭ مُّبِينٌۭ ١١٠ وَيُعَلِّمُهُ الْكِتَـٰبَ وَالْحِكْمَةَ وَالتَّوْرَىٰةَ وَالْإِنجِيلَ ٤٨ رَسُولٌۭ مِّنَ اللَّهِ يَتْلُوا۟ صُحُفًۭا مُّطَهَّرَةًۭ ٢ وَأَنْ أَتْلُوَا۟ الْقُرْءَانَ ۖ فَمَنِ اهْتَدَىٰ فَإِنَّمَا يَهْتَدِى لِنَفْسِهِۦ ۖ وَمَن ضَلَّ فَقُلْ إِنَّمَآ أَنَا۠ مِنَ الْمُنذِرِينَ ٩٢ |
قُلْ نَزَّلَهُۥ رُوحُ الْقُدُسِ مِن رَّبِّكَ بِالْحَقِّ لِيُثَبِّتَ الَّذِينَ ءَامَنُوا۟ وَهُدًۭى وَبُشْرَىٰ لِلْمُسْلِمِينَ ١٠٢ وَإِنَّهُۥ لَتَنزِيلُ رَبِّ الْعَـٰلَمِينَ ١٩٢ نَزَلَ بِهِ الرُّوحُ الْأَمِينُ ١٩٣ عَلَىٰ قَلْبِكَ لِتَكُونَ مِنَ الْمُنذِرِينَ ١٩٤ وَكَذَٰلِكَ أَوْحَيْنَآ إِلَيْكَ رُوحًۭا مِّنْ أَمْرِنَا ۚ مَا كُنتَ تَدْرِى مَا الْكِتَـٰبُ وَلَا الْإِيمَـٰنُ وَلَـٰكِن جَعَلْنَـٰهُ نُورًۭا نَّهْدِى بِهِۦ مَن نَّشَآءُ مِنْ عِبَادِنَا ۚ وَإِنَّكَ لَتَهْدِىٓ إِلَىٰ صِرَٰطٍۢ مُّسْتَقِيمٍۢ ٥٢ |
وَلَقَدْ ءَاتَيْنَا مُوسَى الْكِتَـٰبَ وَقَفَّيْنَا مِنۢ بَعْدِهِۦ بِالرُّسُلِ ۖ وَءَاتَيْنَا عِيسَى ابْنَ مَرْيَمَ الْبَيِّنَـٰتِ وَأَيَّدْنَـٰهُ بِرُوحِ الْقُدُسِ ۗ أَفَكُلَّمَا جَآءَكُمْ رَسُولٌۢ بِمَا لَا تَهْوَىٰٓ أَنفُسُكُمُ اسْتَكْبَرْتُمْ فَفَرِيقًۭا كَذَّبْتُمْ وَفَرِيقًۭا تَقْتُلُونَ ٨٧ ۞ تِلْكَ الرُّسُلُ فَضَّلْنَا بَعْضَهُمْ عَلَىٰ بَعْضٍۢ ۘ مِّنْهُم مَّن كَلَّمَ اللَّهُ ۖ وَرَفَعَ بَعْضَهُمْ دَرَجَـٰتٍۢ ۚ وَءَاتَيْنَا عِيسَى ابْنَ مَرْيَمَ الْبَيِّنَـٰتِ وَأَيَّدْنَـٰهُ بِرُوحِ الْقُدُسِ ۗ وَلَوْ شَآءَ اللَّهُ مَا اقْتَتَلَ الَّذِينَ مِنۢ بَعْدِهِم مِّنۢ بَعْدِ مَا جَآءَتْهُمُ الْبَيِّنَـٰتُ وَلَـٰكِنِ اخْتَلَفُوا۟ فَمِنْهُم مَّنْ ءَامَنَ وَمِنْهُم مَّن كَفَرَ ۚ وَلَوْ شَآءَ اللَّهُ مَا اقْتَتَلُوا۟ وَلَـٰكِنَّ اللَّهَ يَفْعَلُ مَا يُرِيدُ ٢٥٣ |
خُذْ مِنْ أَمْوَٰلِهِمْ صَدَقَةًۭ تُطَهِّرُهُمْ وَتُزَكِّيهِم بِهَا وَصَلِّ عَلَيْهِمْ ۖ إِنَّ صَلَوٰتَكَ سَكَنٌۭ لَّهُمْ ۗ وَاللَّهُ سَمِيعٌ عَلِيمٌ |
قَالَ إِنِّى عَبْدُ اللَّهِ ءَاتَىٰنِىَ الْكِتَـٰبَ وَجَعَلَنِى نَبِيًّۭا ٣٠ وَجَعَلَنِى مُبَارَكًا أَيْنَ مَا كُنتُ وَأَوْصَـٰنِى بِالصَّلَوٰةِ وَالزَّكَوٰةِ مَا دُمْتُ حَيًّۭا ٣١ |
وَإِذْ قُلْنَا لَكَ إِنَّ رَبَّكَ أَحَاطَ بِالنَّاسِ ۚ وَمَا جَعَلْنَا الرُّءْيَا الَّتِىٓ أَرَيْنَـٰكَ إِلَّا فِتْنَةًۭ لِّلنَّاسِ وَالشَّجَرَةَ الْمَلْعُونَةَ فِى الْقُرْءَانِ ۚ وَنُخَوِّفُهُمْ فَمَا يَزِيدُهُمْ إِلَّا طُغْيَـٰنًۭا كَبِيرًۭا ٦٠. |
إِذْ قَالَ اللَّهُ يَـٰعِيسَىٰٓ إِنِّى مُتَوَفِّيكَ وَرَافِعُكَ إِلَىَّ وَمُطَهِّرُكَ مِنَ الَّذِينَ كَفَرُوا۟ وَجَاعِلُ الَّذِينَ اتَّبَعُوكَ فَوْقَ الَّذِينَ كَفَرُوٓا۟ إِلَىٰ يَوْمِ الْقِيَـٰمَةِ ۖ ثُمَّ إِلَىَّ مَرْجِعُكُمْ فَأَحْكُمُ بَيْنَكُمْ فِيمَا كُنتُمْ فِيهِ تَخْتَلِفُونَ ٥٥ إِذْ قَالَ اللَّهُ يَـٰعِيسَى ابْنَ مَرْيَمَ اذْكُرْ نِعْمَتِى عَلَيْكَ وَعَلَىٰ وَٰلِدَتِكَ وَإِذْ قَالَ اللَّهُ يَـٰعِيسَى ابْنَ مَرْيَمَ ءَأَنتَ قُلْتَ لِلنَّاسِ اتَّخِذُونِى وَأُمِّىَ إِلَـٰهَيْنِ مِن دُونِ اللَّهِ ۖ قَالَ سُبْحَـٰنَكَ مَا يَكُونُ لِىٓ أَنْ أَقُولَ مَا لَيْسَ لِى بِحَقٍّ ۚ إِن كُنتُ قُلْتُهُۥ فَقَدْ عَلِمْتَهُۥ ۚ تَعْلَمُ مَا فِى نَفْسِى وَلَآ أَعْلَمُ مَا فِى نَفْسِكَ ۚ إِنَّكَ أَنتَ عَلَّـٰمُ الْغُيُوبِ ١١٦ |
قُلِ ادْعُوا۟ اللَّهَ أَوِ ادْعُوا۟ الرَّحْمَـٰنَ ۖ أَيًّۭا مَّا تَدْعُوا۟ فَلَهُ الْأَسْمَآءُ الْحُسْنَىٰ ۚ وَلَا تَجْهَرْ بِصَلَاتِكَ وَلَا تُخَافِتْ بِهَا وَابْتَغِ بَيْنَ ذَٰلِكَ سَبِيلًۭا ١١٠ |
مَا قُلْتُ لَهُمْ إِلَّا مَآ أَمَرْتَنِى بِهِۦٓ أَنِ اعْبُدُوا۟ اللَّهَ رَبِّى وَرَبَّكُمْ ۚ وَكُنتُ عَلَيْهِمْ شَهِيدًۭا مَّا دُمْتُ فِيهِمْ ۖ فَلَمَّا تَوَفَّيْتَنِى كُنتَ أَنتَ الرَّقِيبَ عَلَيْهِمْ ۚ وَأَنتَ عَلَىٰ كُلِّ شَىْءٍۢ شَهِيدٌ ١١٧ |
يَـٰٓأَيُّهَا النَّبِىُّ إِنَّآ أَرْسَلْنَـٰكَ شَـٰهِدًۭا وَمُبَشِّرًۭا وَنَذِيرًۭا ٤٥ |
وَإِذْ قَالَ عِيسَى ابْنُ مَرْيَمَ يَـٰبَنِىٓ إِسْرَٰٓءِيلَ إِنِّى رَسُولُ اللَّهِ إِلَيْكُم مُّصَدِّقًۭا لِّمَا بَيْنَ يَدَىَّ مِنَ التَّوْرَىٰةِ وَمُبَشِّرًۢا بِرَسُولٍۢ يَأْتِى مِنۢ بَعْدِى اسْمُهُۥٓ أَحْمَدُ ۖ فَلَمَّا جَآءَهُم بِالْبَيِّنَـٰتِ قَالُوا۟ هَـٰذَا سِحْرٌۭ مُّبِينٌۭ ٦ |
الان و بعد كل هذا الكم من الادلة من ايات الصحف المطهرة, هل ستقول لي اخي القارئ, اختي القارئة ان محمد هو رجل خرج من جزيرة العرب ليقاتل الناس حتى يشهدوا ان لا اله الا الله بسيفه؟ هل تصدق حقا ان هناك من ارسله الله ليقاتل الامم في 28 معركة خلال 10 سنوات؟ انى له ان يكون من عند الله حاشا له ان يامر بهذا! ام ان محمد هو المقام المحمود الذي يصله عيسى بن مريم عندما يتهجد من اليل نافلة بحيث يبعثه الله بعد ان رفعه اليه و في هذا بشرى للمسلمين الذين نصروه و عزروه؟
ادعوك عزيزي القارئ ان تبحث في المصحف, و اعتبره واجبا منزليا او بحثا تقوم به لتثبت لنفسك قبل ان تثبت لي, ان كان هناك ايات اخرى ينطبق فيها جميع ذلك الوصف و الوظائف على غير عيسى بن مريم, فان وجدت, فاتبع الحق الذي وجدته, و ان لم تفعل و كفرت بكل هذا, فاعلم في نفسك من هو في ضلال و سعر.
الرسول النبي الامي
من المهم التطرق لمسألة الرسول النبي الامي الذي بعثه الله كما قال من خلال هذه الاية, لنعلم سبب التسمية الحقيقية و نعزز صحة ما وصلنا اليه: هُوَ الَّذِى بَعَثَ فِى الْأُمِّيِّـۧنَ رَسُولًۭا مِّنْهُمْ يَتْلُوا۟ عَلَيْهِمْ ءَايَـٰتِهِۦ وَيُزَكِّيهِمْ وَيُعَلِّمُهُمُ الْكِتَـٰبَ وَالْحِكْمَةَ وَإِن كَانُوا۟ مِن قَبْلُ لَفِى ضَلَـٰلٍۢ مُّبِينٍۢ ٢, فنرى هنا انه و كما ذكرنا انفا ان من وظائف الرسول النبي الامي التلاوة و التزكية و تعليم الكتب و الحكمة.
و قد اشارالله لنا و دلنا على كيفية ايجاده كما يقول في الاعراف: (الَّذِينَ يَتَّبِعُونَ الرَّسُولَ النَّبِىَّ الْأُمِّىَّ الَّذِى يَجِدُونَهُۥ مَكْتُوبًا عِندَهُمْ فِى التَّوْرَىٰةِ وَالْإِنجِيلِ يَأْمُرُهُم بِالْمَعْرُوفِ وَيَنْهَىٰهُمْ عَنِ الْمُنكَرِ وَيُحِلُّ لَهُمُ الطَّيِّبَـٰتِ وَيُحَرِّمُ عَلَيْهِمُ الْخَبَـٰٓئِثَ وَيَضَعُ عَنْهُمْ إِصْرَهُمْ وَالْأَغْلَـٰلَ الَّتِى كَانَتْ عَلَيْهِمْ ۚ فَالَّذِينَ ءَامَنُوا۟ بِهِۦ وَعَزَّرُوهُ وَنَصَرُوهُ وَاتَّبَعُوا۟ النُّورَ الَّذِىٓ أُنزِلَ مَعَهُۥٓ ۙ أُو۟لَـٰٓئِكَ هُمُ الْمُفْلِحُونَ ١٥٧). فهو موجود عندنا مكتوبا في التورية و وظيفته هناك الامر بالمعروف و النهي عن المنكر و ان يحل الطيبت و يحرم الخبيث و امرنا بتعزيره و نصرته.
و ها هي ذا التورية الحقيقية, عزيزي القارئ امامك, اقرأ الايات بام عيناك لتجدها, فهي لم تخرج يوما من المصحف و انما هي جزء منه:
(وَمُصَدِّقًۭا لِّمَا بَيْنَ يَدَىَّ مِنَ التَّوْرَىٰةِ وَلِأُحِلَّ لَكُم بَعْضَ الَّذِى حُرِّمَ عَلَيْكُمْ ۚ وَجِئْتُكُم بِـَٔايَةٍۢ مِّن رَّبِّكُمْ فَاتَّقُوا۟ اللَّهَ وَأَطِيعُونِ ٥٠ إِنَّ اللَّهَ رَبِّى وَرَبُّكُمْ فَاعْبُدُوهُ ۗ هَـٰذَا صِرَٰطٌۭ مُّسْتَقِيمٌۭ ٥١ ۞ فَلَمَّآ أَحَسَّ عِيسَىٰ مِنْهُمُ الْكُفْرَ قَالَ مَنْ أَنصَارِىٓ إِلَى اللَّهِ ۖ قَالَ الْحَوَارِيُّونَ نَحْنُ أَنصَارُ اللَّهِ ءَامَنَّا بِاللَّهِ وَاشْهَدْ بِأَنَّا مُسْلِمُونَ ٥٢ رَبَّنَآ ءَامَنَّا بِمَآ أَنزَلْتَ وَاتَّبَعْنَا الرَّسُولَ فَاكْتُبْنَا مَعَ الشَّـٰهِدِينَ ٥٣)
الان و بعد ان علمنا يقينا ان الرسول النبي الامي هو المركب المسيح عيسى بن مريم؟ اليس اميا لان امه مريم؟ ام نحن بهذا الحمق حتى نصدق انه شخص كان لا يجيد القراءة و الكتابة؟ و ان كان الامر كذلك, كيف يقل له من هو اعلم بحاله, اقرا؟ِ ما لكم كيف تحكمون؟
اقرا كتابك عزيزي المسلم و انظر من الرسول الذي يحل الطيبات و انظر من هم المسلمون حقا, انهم النصرى الذين اتبعوا الرسول. هل حقا ظننتم ان بني اسريل هم اولئك الذين ادعوا انهم اليهود و ان الله فضلهم على العلمين لانهم من ابناء يعقوب؟ ام ان الامر مختلف تماما و لا يتكلم فيه عن سرد تاريخي لاحداث لم يستطع اي احد من اصحاب "الديانات الثلاثة" ايجاد و لو دليل بسيط على حدوثها.
الهدى لم يخرج يوما من هذا الكتاب حتى يكون اليهود صنفا من البشر اهتدوا دونه! فلم ياتي قبله هدى, فالتوراة و الانجيل و كتاب موسى فيه و لم يكونوا يوما كتبا اخرى. و عندما يقول الحق انه تبيانا لكل شيء فهو كذلك, فالله لم يغير سنته يوما و لن نجد لها تبديلا ولا تحويلا.
المصحف الذي بين ايدينا ايها العلمين هو اقدم كتاب على الاطلاق, انزله الله بعلمه مخاطبا الرسول الذي يبعثه الله في انفسنا. لم يكونوا يوما اناسا اخرين جاؤوا و ماتوا. الم تقرأ قوله: (لَقَدْ مَنَّ اللَّهُ عَلَى الْمُؤْمِنِينَ إِذْ بَعَثَ فِيهِمْ رَسُولًۭا مِّنْ أَنفُسِهِمْ يَتْلُوا۟ عَلَيْهِمْ ءَايَـٰتِهِۦ وَيُزَكِّيهِمْ وَيُعَلِّمُهُمُ الْكِتَـٰبَ وَالْحِكْمَةَ وَإِن كَانُوا۟ مِن قَبْلُ لَفِى ضَلَـٰلٍۢ مُّبِينٍ ١٦٤). فماذا نريد اكثر من كلمتي "فيهم" و "من انفسهم" حتى نعقل ما يقول لنا! الا يستطيع القول على سبيل المثال بعث اليهم رسولا بينهم؟ ام نحن من عليه ان يعلم الله القول و قواعد الكتابة؟ ثم يخرج علينا من يحرف الكلم عن مواضعه ليضع قواعد من بنات افكاره ليوضح لنا كيفية التلاعب بالمعاني حتى يوظفها لخدمة مآربه.
و هذه ايات اخر تصدق على كل الامر, و الحكم لكم, عسى ان تخرج هذه الامة من ضلالها المبين:
(وَجَـٰهِدُوا۟ فِى اللَّهِ حَقَّ جِهَادِهِۦ ۚ هُوَ اجْتَبَىٰكُمْ وَمَا جَعَلَ عَلَيْكُمْ فِى الدِّينِ مِنْ حَرَجٍۢ ۚ مِّلَّةَ أَبِيكُمْ إِبْرَٰهِيمَ ۚ هُوَ سَمَّىٰكُمُ الْمُسْلِمِينَ مِن قَبْلُ وَفِى هَـٰذَا لِيَكُونَ الرَّسُولُ شَهِيدًا عَلَيْكُمْ وَتَكُونُوا۟ شُهَدَآءَ عَلَى النَّاسِ ۚ فَأَقِيمُوا۟ الصَّلَوٰةَ وَءَاتُوا۟ الزَّكَوٰةَ وَاعْتَصِمُوا۟ بِاللَّهِ هُوَ مَوْلَىٰكُمْ ۖ فَنِعْمَ الْمَوْلَىٰ وَنِعْمَ النَّصِيرُ ٧٨)
(وَيَوْمَ نَبْعَثُ فِى كُلِّ أُمَّةٍۢ شَهِيدًا عَلَيْهِم مِّنْ أَنفُسِهِمْ ۖ وَجِئْنَا بِكَ شَهِيدًا عَلَىٰ هَـٰٓؤُلَآءِ ۚ وَنَزَّلْنَا عَلَيْكَ الْكِتَـٰبَ تِبْيَـٰنًۭا لِّكُلِّ شَىْءٍۢ وَهُدًۭى وَرَحْمَةًۭ وَبُشْرَىٰ لِلْمُسْلِمِينَ ٨٩)
قد يسأل احدهم هذا السؤال, و هو سؤال منطقي و حاسم, كيف يكون عيسى و هو يخاطب غيره هنا: (إِنَّآ أَوْحَيْنَآ إِلَيْكَ كَمَآ أَوْحَيْنَآ إِلَىٰ نُوحٍۢ وَالنَّبِيِّـۧنَ مِنۢ بَعْدِهِۦ ۚ وَأَوْحَيْنَآ إِلَىٰٓ إِبْرَٰهِيمَ وَإِسْمَـٰعِيلَ وَإِسْحَـٰقَ وَيَعْقُوبَ وَالْأَسْبَاطِ وَعِيسَىٰ وَأَيُّوبَ وَيُونُسَ وَهَـٰرُونَ وَسُلَيْمَـٰنَ ۚ وَءَاتَيْنَا دَاوُۥدَ زَبُورًۭا ١٦٣ وَرُسُلًۭا قَدْ قَصَصْنَـٰهُمْ عَلَيْكَ مِن قَبْلُ وَرُسُلًۭا لَّمْ نَقْصُصْهُمْ عَلَيْكَ ۚ وَكَلَّمَ اللَّهُ مُوسَىٰ تَكْلِيمًۭا ١٦٤), و نجيب ان الخطاب هنا موجه الى عيسى بن مريم الرسول, فعيسى وحده نبي, بينما عيسى بن مريم رسول, لهذا نجده يقول و النبين من بعده. ثم يتبع ذلك بالقول و رسلا قد قصصنهم عليك لان الخطاب موجه للرسول. الامر نفسه يتكرر في هذه الاية معكوسا: (وَإِذْ أَخَذْنَا مِنَ النَّبِيِّـۧنَ مِيثَـٰقَهُمْ وَمِنكَ وَمِن نُّوحٍۢ وَإِبْرَٰهِيمَ وَمُوسَىٰ وَعِيسَى ابْنِ مَرْيَمَ ۖ وَأَخَذْنَا مِنْهُم مِّيثَـٰقًا غَلِيظًۭا ٧). فها هو هنا يخاطب النبي, اي عيسى و يتبع الاية بالقول و عيسى بن مريم, و هو الرسول. و السؤال الان: ما معنى كل هذا؟ و نجيب باختصار هنا, و سنخصص بحثا كاملا في الامر, ان المسيح عيسى بن مريم هو مركب ثلاثي يعمل ب3 اليات على حد سواء, و هي الارسال و النبوة و التصديق. ولك عزيزي القارئ ان تتحقق من الامر و تدقق في سياق ورود عيسى, عيسى بن مريم, المسيح ابن مريم, ابن مريم, و المسيح عيسى بن مريم لتلحظ الفارق.
في الختام تجدر الاشارة الى ان الله لم يقل (قال الله) لاحد في كل المصحف عدا عيسى و من بعثوا الرسول في انفسهم. ستجد بكل تأكيد انه يقول للرسل و النبين لكن من خلال الربوبية (قال ربك), ان صح الوصف. لكن الله لم يفعل ذلك. و قد يتهمنا البعض الان بالشرك عندما نقول ذلك, فنوضح الامر بان الله هو رب العلمين, و هو ليس ارباب متفرقون, و هذا الامر لا يحدث قبل جمع الشمس و القمر. و في هذا مبحث نخصصه لاحقا للحديث عن هذه التفاصيل بالكامل. لكن بمقدورك عزيزي القارئ ان تبحث في كل المصحف لتجد اين قال الله و لمن و ترى الفرق بين قال ربك و قال الله. فالكتاب هذا دقيق جدا في صياغته و ليس عبث ولا شعر كما يظن العديد من الناس. امرا اخريستحق الذكر و هو ان كلمة رب لا تاتي معرفة مطلقا و تاتي منسوبة على الدوام, فلن تجد في كل الصحف المطهرة كلمة الرب بل ستجدها مقرونة بما ياتي معها, مثل ربكم, رب العلمين, رب السموت و الارض, رب ابايكم...
اعلم عزيزي القارئ ان الامر صاعق و قد يكون غير مستساغ بالمرة, فقد مررت بهذه التجربة سابقا. لكن الم تسأل نفسك و لو للحظة, لماذا نحن اراذل الامم و ابعد ما يكون عن اي شكل من اشكال الحضارة؟ و الى متى سيبقى الحال هكذا؟ و لماذا لا نرى الله يتدخل لينقذنا مما نحن فيه؟ و لماذا خلقنا الله اصلا ليمتحننا؟ اين العدل في امتحان كهذا لم يصل فيه المنهج الى الجميع على حد سواء؟ ام ان المعادلة مختلفة تماما و قد كذب علينا الحمقى و من ارادوا ان يختصوا العلم لانفسهم حتى يبقوا البقية تحت سيطرتهم المطلقة؟ ادعوك لتسأل هذه الاسئلة و غيرها في نفسك و تبدأ بالبحث عن اجابات حقيقية لها بعيدا عن الدجل الذي اسمعونا اياه, لعل الله يحدث بعد ذلك امرا...